من أهل المغرب؛ كان شيخًا فيه فضل وأدب، وله معرفة بعلم العروض والقوافي، وعناية بتأليف الأشعار، وجمعها وترتيبها، ويلزم نفسه /199 أ/ ذلك.
نزل حماة، وانقطع إلى لسانها الملك المظفر تقيّ الدين أبي المناقب عمر بن شاهنشاه بن أيوب بن شاذي – رحمه الله -.
وجمع باسمه كتابًا سمّاه "نفائس الأعلاق في مآثر العشاق" وعمله مبوّبًا، عشرين بابًا، أودع فيه من بدائع الحكايات، ونوادر الأشعار.
وظفرت له بكتاب آخر، لقبه بـ "زناد المقتبس في ملح أهل الأندلس"، ..... الأشعار التي ضمنها الكتاب على حروف المعجم، ولم يأت فيه بغريب من الشعر.
وكان شاعرًا مكثرًا من النظم، وعمل الموشحات، قادرًا على إنشائه وارتجاله، يصنع منه ما شاء في ساعة واحدة بغير فكرة ولا رويّة.
وفد إلى البلاد الشامية، في أيام الملك العادل نور الدين أبي القاسم محمود بن زنكي بن آقسنقر – رحمه الله – فامتدحه بقصائد شتى، ومدح بعده الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب – رحمه الله – بعدة قصائد.
وبلغني أنَّه أدرك أوائل المائة السابعة – والله أعلم – كذا أخبرني بذلك الوزير الصاحب القاضي الأكرم أبو الحسن علي /199 ب/ بن يوسف بن إبراهيم القفطي – أسعده الله – بحلب.
أنشدني أبو الحسن علي بن فيّاض بن علي المغربي الحلبي؛ قال: أنشدني أبو الحسن علي بن سعيد بن حمامة الصنهاجي التلكاني لنفسه – وقد رأى فاختة على شجرة نارنج وهي تغرّد: [من الطويل]
ولابسة ثوبًا من الرِّيش أدكنا ... تروقك مرأى في الغصون ومسكنا
بنت في أعالي الدَّوح وكرًا محصَّنًا ... تفيَّأ أوراقًا لدانا وأغصنا
أرتنا بأفنان الأراكة قيصرا ... وقد حلَّ أعلى قبَّة الملك والسَّنا