وأنسك ألحانًا وسجع مخارق ... إذا مسَّ أوتارًا وغرَّد معلنا

بكت طربًا لمَّا بكيت صبابةً ... وكم بين مسرور ومن يشتكي الضَّنا

ومن شعره أيضًا أول قصيدة: [من البسيط]

غنَّى الحمام على أغصانه طربا ... فلم يدع مهجةً إلَّا التظت لهبا

هاجت لي الشَّوق في الأغصان صارخةً ... لا تعرف الوجد والأشواق والوصبا

ما إن رأيت جهولًا قبل رؤيتها ... أصبى الحليم إلى أن بات مكتئبا

تبكي وما فارقت إلفًا ولا وطنا ... فكيف من فارق الألاَّف مغتربا

/200 أ/ يا قاتل الله صدَّاح الخمام إلى ... كم يألف النَّوح في أغصانه طربا

هاج الصَّبابة من أعنان كاظمة ... حتى استهلَّت علينا باللِّوى سحبا

ومن شعره أيضًا في كتابه المسمّى بـ"النفائس الأعلاق": [من الكامل]

باتا بأنعم عيشة حتَّى بدا ... صبح تألَّق كالأغرِّ الأشقر

فتلازما عند الصَّباح صبابة ... (أخذ الغريم بفضل ذيل المعسر)

[415]

عليُّ بن المعمّر بن أبي القاسم، أبو الحسن الواسطيُّ.

كان قارئًا حسنًا، محدّثًا شاعرًا؛ قرأ القرآن بواسط، وسمع الحديث الكثير؛ وعنده دراية بالنحو واللغة.

قدم بغداد واستوطنها، إلى أن توفّي بها يوم السبت ثاني شهر رمضان سنة تسع وستمائة، ودفن غربيها، عند قبر معروف الزاهد – رضي الله عنه -.

أنشدني الصاحب الوزير أبو البركات المستوفي – رحمه الله – قال: أنشدني أبو الحسن لنفسه، في شيخه ابن الجوزي، وقد أصابت /200 ب/ النار بعض جوارحه:

[من المنسرح]

ما مسَّت النَّار منك جارحةً ... ذات خصال يهي معدِّدها

إلَّا لقول الإله ما أحد ... من البرايا إلا سيوردها

فعجَّلت كي يكون في النَّشأة الأخرى سليمًا ممَّا ينكِّدها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015