شاعر؛ ومن مختار شعره قوله يمدح الملك المنصور محمد – صاحب حمأة – وذلك في سنة سبع وتسعين وخمسمائة من قصيدة أوّلها: [من البسيط]
نومي لهجر ظباء الجزع مهجور ... والغمض يوم حضور البين محظور
كيف اصطباري ونار الشَّوق تضرم في ... قلبي وخدِّي بماء الدَّمع ممطور
فمن لصبٍّ غريق بالدُّموع له ... جسم حشاه بجمر الوجد مسجور
يشوقه بارق الجرعاء منبسطًا ... له على النَّور من روض الحمى نور
كأنَّه حين يبدو من غمامته ... مهنَّد لامع المتنين مشهور
ما البان مذبان سكَّان العقيق بمأنوس وقد عتبت أقماره العير
/198 ب/ ومنها في المدح:
أيَّام أنصر فيها بالوصال كما ... الإسلام بالملك المنصور منصور
سلطان حلم وبأس دنت أعبده ... وقرن هيجاء معفور ومعفور
كم في قلوب العدا كلم لخيفته ... لكنه بسنان الرُّمح مسبور
لا غرو أنَّ فرَّق الأعدا بسطوته ... وهم فريقان محصود ومحصور
بدر كواعبه الخرصان راجمةً ... إذا دجا من عجاج الحرب ديجور
ملك هو البحر مرجى ما سجا فإذا ... ما هاج موج ظباه فهو محذور
يجري على الناس من إنعامه نعمًا ... تترى وتجري بما تهوى المقادير
وفوده نحوه أنضت مراكبها ... حتى شكاها إليه السَّرج والكور
مؤزَّر ببرود الحمد مشثتمل ... متوَّج بوقار الملك محبور
[414]
علي بن سعيد بن حمامة، أبو الحسن الصنهاجي التلكاني.