تعالى – قال: توفي أبو الحسن علي بن محمد بن الناصر في آخر شهر رمضان سنة /195 أ/ ست عشرة وستمائة بحلب.
أنشدني من شعره نجم الدين أبو محمد القاسم بن محمد بن سراج الحلبي – أسعده الله تعالى – بحلب؛ قال: أنشدني الشريف أبو الحسين علي بن محمد بن داود بن الناصر لنفسه، يمدح الملك الظاهر – صاحب قلعة حلب – في سنة إحدى عشرة وستمائة: [من الكامل]
سائل حداة الرَّكب أني يمَّموا ... هل أنجدوا بفؤاده أو اتهموا؟
وابلغ تحيَّته الفنيق وقل سقى ... مغناك من وطف السَّحاب المرزم
طلل أسمت بروضه سرح الصِّبا ... ورتعت فيه لاهيًا لا أسأم
أيام لا العذَّال تملك سلوتي ... فيها ولا يثني هواي اللُّوَّم
ما نافعي أنِّي أكتِّم حبَّها ... خوف العواذل والضَّنى يتكلَّم
وإذا الظَّلوم رعيت عهد وداده ... في الحبِّ إنَّك منه فيه لأظلم
فخرت به الهيف القدود كما زها ... الأملاك قاطبة بأنَّك منهم
ولأنت أفخرهم إذا انتسبوا أبًا ... وأجلُّهم نعمى إذا ما أنعموا
فخرًا غياث الدين يا أندى الورى ... كفًا وأشجعهم إذا ما استسلموا
وافى أخيرًا عصره وأتى بما ... لم يأته من عصره المتقدِّم
من منَّة مشهورة وصنيعة ... مأثورة ويد تعول وتنعم
/195 ب/ بيمينه هيفاء يرهب نفثها ... الجاني فتلك يراعة أم أرقم؟
في السِّلم يقطر من أنامله اللُّهى ... والحرب يقطر من أنامله الدَّم
ومنها:
جاء الشِّتاء فليس عندي درهم ... وبمثل ذلك قد يصاب المسلم
وتجلبب النَّاس الخزوز وغيرها ... وكأنَّني بفناء مكَّة محرم
لا يغرر الرَّائي رداء مونق ... كلَّا ولا ثوب قشيب معلم
فمن الغياث قديمه وحديثه ... وهو الَّذي يولي الجميل وينعم
فتهنَّ بالشَّهر الأصمِّ ممتَّعًا ... بالملك ما لبَّى بمكَّة محرم