أنشر ذا الرَّمس بألفاظه ... وأبرئ الأكمه والأبرصا
لا زلت فخر الدِّين في نعمة ... تنمو وسعد لا يرى ناقصا
[409]
عليُّ بن خمير، أبو الحسن السبتيُّ.
كان فقيهًا مالكيًا، شاعرًا مفلقًا، أصوليًا عالمًا، أديبًا لغويًا؛ توفي سنة أربع عشرة وستمائة.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن علي بن عبد الواحد الأوسي السبتي بحلب المحروسة؛ قال: أنشدني الشيخ أبو الحسن علي بن خمير لنفسه:
[من الطويل]
إذا شئت أن تبكي فريدًا من الهوى ... فتندبه بعد النَّبيَّ المكرَّم
فحامل علم عالم متورِّع ... حرص على التَّحريض للمتعلِّم
/194 ب/ وحاكم عدل بالشَّريعة قائم ... يقول بحكم الله لا بالتحكُّم
وصاحب مال فاضل متفضِّل ... يجود به حقًا على كلِّ معدم
وساهر ليل شافع متشفِّع ... بكلِّ نؤوم شابع متبشِّم
وصاحب سيف للعدوِّ مرابط ... يسدُّ به في كلّ ثغر مثلَّم
هم خمسة يبكون حقًا وغيرهم ... إلى حيث ألقت حملها أمٌّ قشعم
[410]
عليُّ بن محمد بن داود بن الناصر، أبو الحسن بن أبي جعفر الحسنيُّ.
من أهل حلب، ومن شرفائها المميزين؛ وكان فاضلًا قارئًا للقرآن العزيز، وأخذ طرفًا من العربية، ونظر في الأدب، وصار له معرفة حسنة.
وقال شعرًا متوسطًا، وكانت بينه وبين الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الجبار القيرواني الكاتب المعروف بابن الزيات، مكاتبة بالأشعار ومجاوبة.
أخبرني الصاحب مؤيد الدين أبو نصر إبراهيم بن يوسف بن القفطي – أسعده الله