غزال له من مقلتيه صوارم ... لها من قلوب العاشقين كلوم
وقالوا أتهوى أعرجًا يحمل العصا ... وذلك شين في الحبيب ذميم
فقلت لهم قد كان موسى بكفِّه ... عصا قبل من أهواه وهو كليم
كما وجهه في الحسن فرد وقدُّه ... كذا ساقه فرد أخوه عديم
وأنشدني؛ قال: أنشدني لنفسه: [من المتقارب]
يزورك من أنت لا تعشق ... وطيف حبيبك لا يطرق
/193 ب/ فيا من بدا فتنةً للورى ... إذا ما بدا وجهه المشرق
تركت ازدياري خوف العدا ... فطيفك باللَّيل ما يفرق
إذا غاب شخصك عن جلِّق ... فبعدك لا مطرت جلِّق
وأنشدني له أيضًا: [من البسيط]
أهوى الغزال الَّذي ما زال مرتعه ... واد تضوَّع بالقيصوم والشِّيح
إنَّ الخمائل أمسى نشرها أرجًا ... من طيب ريَّاك من نسمة الرِّيح
هلاَّ كففت سهامًا أنت مرسلها ... فالقوم ما بين مقتول ومجروح
أهواك حتَّى إذا لم تبق لي جسدًا ... أسكنت حبَّك ما أبقيت من روحي
قد وفَّر الله حظِّي في هواك كما ... في الحسن حظُّك أضحى غير مرجوح
منائح الله يؤتيها خلائقه ... والنَّاس ما بين مجروح وممنوح
وأنشدني له أيضًا: [من الكامل]
إمَّا مررت على النَّقا وكناسه ... فخذ الأمان من الظِّباء لناسه
فلربَّ ربِّ نهى بها فتكت به ... تلك الجاذر لم يحفن لباسه
من كلِّ أحور ما رنا إلاَّ رمى ... قتلًا فقل دفاعه نبراسه
رشأ تشين الشَّمس غرَّة وجهه ... وتفوق جنح اللَّيل طرَّة رأسه
/194 أ/ وأنشدني له أيضًا: [من السريع]
فديت مولى لم يزل سابقًا ... فضلًا دنا مملوكه أو قصا
ذا أدب لمَّا أتى طرسه ... أطاعني من كان قدمًا عصى
فها أنا في الشام عيسى الَّذي ... أرسل من بعد نبيِّ العصا