/192 ب/ كأنَّما خلقوا دنيا لحربهم ... فأيقنوا أنَّها الدُّنيا بلا كذب
خطُّوا على كلِّ درع نقط خطِّهم ... في شكل بيضهم نقلًا من الكتب
(بيض الصَّفائح لا سود الصَّحائف في ... متونهنَّ جلاء الشَّكَّ والرِّيب)
قالوا وقد سئلوا الأنساب بينهم ... جود الخليفة فينا أفضل النَّسب
وله: [من المتقارب]
لأنعامنا بالمدى إلفة ... كما يألف النَّاظران الشَّهر
تسيل المذاكي على حدِّها ... فما تراهنَّ إلَّا حمر
ترى العرف في ذبحها للضيوف وفي تركها للبقاء البكر
وجرد أعدَّت ليوم الجلاد عواري للسمع قبُّ شزر
صيام يلكن حديد اللِّجام ... وأسيافنا في الدِّماء الغدر
ولا نألف البيض بيض الخدور ... ولا السُّمر إلَّا عوالي السُّمر
[408]
عليُّ بن يوسف بن نصر بن فتيان، أبو الحسن البصريُّ.
تفقه على مذهب الإمام الشافعي؛ ولديه فضل وأدب ويقول الأشعار /193 أ/ الحسان.
خرج عن البصرة، متوجهًا إلى البلاد الشامية، ونزل دمشق، وقصد بها الملوك وغيرهم من الأمراء يمتدحهم بشعره، وهو مقيم بها.
أنشدني الشيخ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن يوسف الفرّبالي اللخمي؛ قال: أنشدني أبو الحسن علي بن يوسف البصري لنفسه بدمشق – خارجها بسفح جبل قاسيون – في شهر شوال سنة ثلاث وثلاثين وستمائة: [من الطويل]
يلومك في الظَّبي الظَّليم ظلوم ... سليم من البلوى وأنت سليم
ويلحاك قوم في الغرام بأحور ... كريم وما يلحاك فيه كريم
أفي خدِّه أم خاله أم عذاره ... تلام وفي كلٍّ ملامك لوم