يقول فتى الفتيان بشر بن خازم ... مقالًا له في كلِّ صادقة نطق
وكيل لقينا العين في العين للعدا ... فطرنا لحرب قبل أن يسفر الشَّرق
فأطلعت المرَّان فينا كواكبًا ... بخرصانها والبيض ضاء لها برق
وأبدى بريق السابغات على الدِّما ... شعاعًا كما يبدي لنا الشَّفق الأفق
وإنَّا لنهدي بالسُّيوف إلى العدا ... فما ضلَّ هادينا ولم تبهم الطُّرق
إلى أن بدا خيط الصَّباح كأنَّه ... على حالك من فرع غيهبها فرق
فيا لك من ليل فتت ظلامه ... برتق علًا ما بعد رتقي لها خرق
وكم كربة كشَّفتها وملمَّة ... لعزمي عليها حين فرَّجتها حقُّ
بوجه حييٍّ في النَّوال وإنَّه ... وقاح لدى يوم الوغى وليس السَّبق
/192 أ/ ولي صارم مغرى بحز غلاصم ... الأعادي وكلٌّ بالنوال لها عبق
ومن عجب أنِّي أسرت بنائلي ... عفاة لهم من أسر إعدامهم عتق
أكذِّب ظنِّي في الوعيد وعنده ... وعود لها في ظنِّ إنجازها صدق
وفخري بإنعام الخليفة إنَّه ... ندى عاش فيه الخلق واتَّسع الرِّزق
وله: [من البسيط]
وربَّ فتيان صدق طاب ذكرهم ... نادمتهم ونجوم الأفق لم تغب
وشمسنا من سماء الكأس واجبة ... فينا وسورتها بالسُّكر لم تجب
يحدو بها مسمع في شدوه طرب ... يرنِّح الشَّرب مغنى ذلك الطَّرب
وبيننا من أحاديث منمَّقة ... نظم من الشِّعر أو نثر من الخطب
حتى دعا للوغى داع فخلتهم ... نارًا تضرَّم أو جندًا من الغضب
وعادت الرَّاح محمر النَّجيع وما ... الكاسات غير الدُّرينَّيات والعضب
والضَّرب بالعود ضرب العود راسله ... حسام قرب له بعد عن القرب
إذا سقوا فارس الهيجاء كأسهم ... في الحرب سابقت اللَّبات للَّبب
لهم سماء من النَّقع المثار به ... من الأسنَّة لمع الأنجم الشُّهب
إذ السُّيوف بروق والصَّيهل بها ... رغد ووقع مطار النَّبل كالسُّحب