الطريقة، جميل الأمر.

خرج عن بلاد المغرب، ونزل الشام، وتولّى خطابة داريا، وأوطنها، إلى أن توفي بها؛ وصنف تفسيرًا لكتاب الله تعالى أجاد في تصنيفه وأحسن.

أنشدني نجيب الدين أبو الفتح نصر الله بن أبي العزّ بن أبي طالب الصفار الشيباني الدمشقي بها في أوائل سنة أربعين وستمائة؛ قال: أنشدني الشيخ الجليل الصالح أبو الحسن علي بن عبد الله ورياش بن المبارك الوهراني لنفسه في الوحدة: [من البسيط]

أصبحت والحمد للرحمن منفردًا ... عن كلِّ وغد من الأقوام شتَّام

ما لي أنيس سوى أنِّي امرؤ عكفت ... نفسي على الكتب أيَّامي وأعوامي

أوحي إليها بطرفي وهي تخبرني ... عن من تقدَّم من سامٍ ومن حام

وأنشدني؛ قال: أنشدني لنفسه: [من الوافر]

أما في ذا الزَّمان أخ شفيق ... كثير فضله غمر طليق

/186 ب/ يردُّ بفضله الأزمات عنِّي ... إذا طرقت ويتَّسع المضيق

فقد كثرت حوادثهنَّ عندي ... ولا سيما إذا فرغ الدَّقيق

تهدُّ لخطبها الشُّمُّ الرَّواسي ... فكيف يطيقها الشَّخص الرَّقيق

وأنشدني؛ قال: أنشدني لنفسه في الحر: [من الطويل]

ويوم تمجُّ الشَّمس فيه لعابها ... يكاد الحصى من حرِّه يتفلَّق

ينضِّج أفراخ القطا جوف قيضها ... ويتَّرك الرُّبد النقانق تفهق

فلو حطَّ شلو فوق أمعر شاهق ... لعاد حنيذًا لحمه يتمزَّق

وأنشدني؛ قال: أنشدني لنفسه في حاله بدمشق:

عليَّ ثياب باليات لو أنَّها ... تقوم ولم تبلغ بقيمتها فلسين

وإني أراني عزَّة وجلالة ... إذا سرت فيها أسحب الذيل ذا القرنين

وما ذاك إلاّ العلم يسمو بربِّه ... فيستصغر الدنيا وما جمعت من عين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015