إذ بات في منزلي حبيبي ... وقام لي أهله بعذري
وأنشدني إسماعيل بن عبد الله بن إسماعيل البياسي، بمحروسة حلب في سنة أربع وثلاثين وستمائة؛ قال: أنشدني أبو الحسن علي بن حريق البلنسي لنفسه بيّاسة، وكان مشرفها: [من الكامل]
/185 ب/ يا صاحبيَّ وما البخيل بصاحبي ... هذي الدِّيار فأين تلك الأدمع
أتمرُّ بالعرصات لا تبكي بها ... وهي المنازل منهم والأربع
هيهات لا ريح الصَّبابة بعدهم ... رهو ولا طير التشوُّق وقَّع
حلفوا على قلبي بسحر جفونهم ... لا زال يتعبه الهوى ويصدِّع
وأبى الهوى إلَّا الحلول بلعلع ... ويح المطايا أين منها لعلع
لم أدر أين ثووا فلم أسأل بهم ... ريحًا تهب ولا بريقًا يلمع
وكأنَّهم في كلِّ مدرج ناسم ... فعليه منهم رقَّة وتضوُّع
وإذا منحتهم السَّلام تبادرت ... تبليغه عنِّي الرِّياح الأربع
[401]
عليُّ بن عبد الله [بن] ورياش بن المبارك بن يوسف بن موسى بن يزكوك، أبو الحسن الوهرانيُّ الأنصاريُّ.
نزيل دمشق، الخطيب الصالح الفاضل.
كانت ولادته بوهران، في رجب ستة سبع وثلاثين وخمسمائة، وتوفي – رحمه الله – يوم الأربعاء سادس عشري ذي القعدة سنة خمس عشرة /186 أ/ وستمائة، بداريا من أعمال دمشق – كان خطيبها -.
وكان قد أعطاه الله العلم الوافر، والعمل الصالح، له تصنيف وأشعار، كان يقولها، وفضله على كثير من أبناء زمانه؛ وكان تقيًا في نفسه ذا ورع وخير، سديد