يمينًا بأيَّام السديرة والهوى ... وطيب ليال بات فيها مسامري

لأنِّي على العهد الَّذي كان بيننا ... وما خطر السُّلوان يومًا بخاطري

وأنِّي على ما تعهدون من الوفا ... وما راق شيء مذ نأيتم لناظري

وأنِّي إذا ما عزَّ يومًا لقاؤكم ... على ناظري ألفيتكم في ضمائري

وأنِّي إذا عزَّ الحيا في بلادكم ... سقيت ربي العاقول فيض محاجري

وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: [من الخفيف]

هي دار الحمى فقف يا خليلي ... بوقوف في الرَّبع يشفي غليلي

/184 أ/ وانشد الربع ساعةً في المغاني ... وأنخ في محلَّة العاقول

فبها أهيف مليح المعاني ... قد سباني بغنج لحظ كحيل

ما أدلهم الظَّلام إلاَّ غنينا ... بسنى وجهه عن القنديل

إن تثنَّي في الفاضليَّات ليلًا ... صحت ويلاه من عنائي الطَّويل

أو تبدَّى تحت ..... صبحًا ... قلت: بدر الدُّجى بلا تطويل

يا نسيم الصَّبا بحقِّ اشتياقي ... أخبريه وجدي به ونحولي

وأخبريه أني على العهد باق ... ما تبدَّلت في الهوى ببديل

[400]

عليُّ بن عبد الله بن عبد الرحمن بن زيدٍ، المعروف بابن حريقٍ الكاتب، أبو الحسن البلنسي.

شاعر مفلق، وأديب محقِّق، قيِّم بالشعر والأدب، عارف باللغة وأيام العرب، عالم بتفسير القرآن والقراءة، حافظ لجملة وافرة من الأخبار والحكايات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015