سرى طيفه وهنا فأضحت بنشره ... رياض النَّقا أذكى من البان والرَّند
وحقِّ هواه لا سلوت وداده ... ولا حبَّه حتى أوسدَّ في لحدي
وإن كان قد أبدى الملال وحال عن ... عهود الهوى إنِّي مقيم على العهد
/183 أ/ أحنُّ إلى لقياه وجدًا بحبِّه ... وإن كان لا يغني حنيني ولا وجدي
وأكره دارًا قد خلت من جماله ... ولو خليت لي بعده جنَّة الخلد
فيا أيُّها الرَّكب العراقيُّ بلِّغوا ... سلامي حييتم بالتَّحيَّة والرُّشد
إلى منية القلب اللَّطيف ابن جعفر ... وقولوا له من لوعة القلب ما عندي
وقولوا له: إنِّي قرأت كتابه ... وقابلته بالشُّكر لله والحمد
وقبَّلته ألفًا ففاضت مدامعي ... فأنشدت قول الشاعر الفطن الجلد:
(شممت بنجد شيحة حاجريَّة ... فأمطرتها دمعي وأفرشتها خدِّي)
وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني أبو الحسن لنفسه من قصيدة مبدؤها:
[من الطويل]
أيا ساكني دار السَّلام سلمتم ... أجيروا المعنَّى من عيون الجاذر
وردُّوا فؤادًا طالما ظلَّ عندكم ... أسير هوًى ما بين وافٍ وغادر
وأنشدني أبو المنصور بن أبي عبد الله بن أبي منصور العامري؛ قال: أنشدني علي بن محمد بن غناج المقرئ الواسطي لنفسه: [من الطويل]
/183 ب/ أيا ساكني دار السَّلام سلمتم ... أجيروا المعنَّى من عيون الجاذر
وردُّوا فؤادًا طالما ظلَّ عندكم ... أسير هوًى ما بين وافٍ وغادر
ومنُّوا بإهداء السَّلام تكرُّما ... لصب على هجرانكم غير صابر
سبى قلبه يوم النَّوى في رحالكم ... غزال عجيل من قبيلة عامر
شهيُّ اللَّما عذب المحيَّا مهفهف القوام بطرف فاتر اللحظ ساحر
أرى أنَّ هلكي في هواه صيانتي ... ولو أنه دون البريَّة هاجري
وأنَّ عذابي في تجافيه طيِّب ... أيا عاذلي كن في عذاريه عاذري