والموعظة الحسنة، وألا يدخل معهم في جدال إلا في أضيق الحدود وبالتي هي أحسن؛ لأنه يلحظ على كثير من الدعاة قلة تأثيرهم في أسرهم وقبائلهم.
وذلك يرجع إلى عدة أسباب، ومنها أن الدعاة أنفسهم لا يولون هذا الجانب اهتمامهم، ولو بحثوا في السبل المثلى التي تعين على ذلك لأفلحوا في دعوة أقاربهم ولأثروا فيهم أيما تأثير.
ولعل من أهم تلك السبل أن يتواضعوا لأقاربهم، وأن يولوهم شيئا من الاهتمام، والصلة، والاعتبار، ونحو ذلك مما يحببهم بالأقارب، ويحبب الأقارب بهم.
كما أن على الأسرة أو القبيلة أن ترفع من شأن دعاتها، وعلمائها، وأن تجلهم، وتصيخ السمع لهم، وأن تحذر كل الحذر من تحقيرهم، والحط من شأنهم.
فإذا سارت الأسر على هذا النحو كان حريا بهم أن يرتقوا في مدارج الكمال، ومراتب الفضيلة.