* د. محمود شوق: يزعم البعض أنهم حين يقومون بتغيير المنكر باليد إنما يأخذون بمرتبة أقوى الإيمان: وهذا على اعتبار أن التغيير بالقلب هو أضعف الإيمان. وهذا يدل على قصور في الفهم، وضحالة في التفكير، وسطحية في تفسير مدلولات الأحاديث الشريفة ومقاصدها. فمن يملك التغيير باليد هو ولي الأمر - أو من ينيبه - وإلا اعترت الفوضى المجتمع المسلم. فلنا أن نتصور أن كل من يرى منكراً في سلوك فرد أو جماعة من المسلمين استخدم القوة الجبرية ليوجهه أو يوجههم إلى ما يتصوره حقّا وعدلاً. هذا مع اختلاف وجهات النظر وتباين الرؤى حيال المواقف والحكم عليها، باختلاف درجات العلم بكتاب الله وسنة رسوله، والفهم الواعي بما جاء فيهما من مقاصد. وهذا الاختلاف قد يحدث بين العلماء فما بالك بمجموعة من الشباب الذين لم ينالوا من العلم الصحيح القدر الذي يؤهلهم لهذا الفهم؟ !

إن هذا الاجتراء على التفسير والفتيا بدون علم ولا هدى هو من المشكلات التي يعانيها عالمنا الإسلامي، وبخاصة في هذه الأيام؟ حيث نصب بعض الشباب أنفسهم دعاة ومفسرين ومفتين دون أن يُؤهلَّوا التأهيل الواجب، ولو أنهم أصابوا من العلم نصيباً معقولاً لعرفوا أن تغيير المنكر باليد هو من حق ولي الأمر وحده - أو من ينيبه -.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015