قال تعالى: {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف:66-67] هذه الآية تبين لنا أموراً: الأمر الأول: أن موسى عليه السلام كانت فيه حجة.
الأمر الثاني: أن ما سيفعله الخضر ينكره أي عاقل في الدنيا وأي رجل يدين بدين، والخضر يعلم هذا مقدماً، أن أفعاله التي سيفعلها سيخالفه فيها أي رجل عاقل، فظواهرها منكرة حيث يقابل شاباً فيقتله، وأناساً يحملونه في السفينة بدون أجر يخرقها لهم، ويقول لآخرين: نحن جائعون نريد أن نأكل، فيقولون: ما عندنا طعام، ومع ذلك يبني لهم جداراً.
ظواهر الحال تقول: إننا يجب أن نعامل هؤلاء بمثل معاملتهم، فالذين حملونا في السفينة بغير أجر، يجب علينا أن نحسن إليهم فلا نتلف لهم السفينة، وولد وضيء كان يلعب مع الصبيان كيف يأخذه ويقلع رأسه؟! والذين استطعمناهم فلم يطعمونا كيف تبني لهم جداراً؟ بل خذ أجراً.
والله عز وجل أعلم الخضر لما أوحى له بهذه الأشياء أنها تخالف ما يعلمه موسى.
فعلم أي نبي في الدنيا هو ما يصلح به حياة البشر، أي نبي هكذا علمه الله عز وجل ما علمه إلا علماً يصلح حياة البشر، ثم يؤتيه بجانب هذا العلم معجزات وآيات وخوارق.
إلخ تصديقاً له.