التسوية في المشيئة ممنوع فكيف إذا قدمت؟ وكيف إذا تركت؟ تقول: أنا سأفعل وسأفعل، والله عز وجل كتبك في الأموات وأنت تبني آمالاً وأحلاماً وتقول: السنة القادمة سأذهب إلى فلان، والسنة القادمة سأبني العمارة، والسنة القادمة سأفعل كذا وكذا، وقد نزلت ورقته بأنه سيموت غداً أو بعد غد أو سيموت الشهر القادم وهو يبني أحلاماً وآمالاً لعشر سنين.
وفي الحديث الصحيح عند البخاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم رسم على التراب لأصحابه مربعاً قال: (هذا أجل ابن آدم، ثم رسم خطاً طويلاً خارجاً من المربع، قال: وهذا أمله) ولو ترك المرء وأحلامه لما مات أبداً؛ لأن أحلام المرء أكبر من عمره بكثير، كما أن عين المرء أكبر من بطنه بكثير، وفي يوم الصيام يتصور أنه لو ضرب مدفع الإفطار سيأكل خروفاً وسيشرب برميلاً من الماء، فإذا أكل لقيمات فقط اكتفى وقام، فأمله أكبر من عمره: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف:23-24] قل إن شاء الله أفعل، كن مؤدباً مع الله {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} [الكهف:69] .
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.