وانظر إلى أدب موسى عليه السلام مع الخضر، مع أن موسى أفضل من الخضر، إن كان الخضر ولياً فموسى نبي، والنبي أفضل من الولي، وإن كان الخضر نبياً -وهذا هو الراجح على ما ذكرناه- فموسى يفضل عليه بالرسالة، فموسى أفضل على كل حال، ومع ذلك يقول للخضر بلهجة لطيفة جداً: {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف:66] ، أي: أتسمح لي ويطيب خاطرك أن أتبعك شريطة أن تعلمني مما علمت رشداً؟