أما السنة: فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السنة العاشرة من الهجرة قال لأصحابه فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (أرأيتكم ليلتكم هذه؟ لا يكون بعد مائة سنة على ظهر الأرض ممن يعيش اليوم أحد) ولذلك فإن هذا الحديث يعتبر من أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم.
فآخر صحابي مات سنة (110هـ) ، إذاً: مات بعد مائة سنة تماماً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا في السنة العاشرة من الهجرة قبل أن يموت بقليل.
لأنه أتى أناس بعد ذلك ادعوا الصحبة، وقالوا: نحن أصحاب رسول الله وعاشرناه وجالسناه، فإذا كان هذا القائل يقول هذا الكلام في سنة (140هـ) فهو كذاب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يعيش بعد مائة سنة أحد ممن يعيش اليوم على ظهر الأرض) فيكون هذا المدعي قد عاش ثلاثين سنة بعد الموعد الذي حدده النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فلو كان الخضر حياً زمن النبي عليه الصلاة والسلام لما جاءت عليه مائة سنة إلا وقد مات، وهذا واضح جداً، واحتج الإمام البخاري بهذا الحديث على أن الخضر قد مات.