الأدلة من القرآن على موت الخضر

فأما القرآن فإن الله تعالى قال: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِينْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} [الأنبياء:34] أي: إن مت أنت وأنت أشرف منهم جميعاً فهل يخلدون هم؟

صلى الله عليه وسلم لا.

وقد احتج الحافظ ابن كثير وجماعة من محققي أهل التفسير بهذه الآية على أن الخضر مات؛ إذ أنه لو كان حياً لكان مخلداً، والله عز وجل ذكر لنا واقعة إبليس وطلبه أن يعيش إلى يوم القيامة في القرآن، وهذه معجزة ليست هينة، فكيف لم يقرن به الخضر وهو يعيش كما في بعض الروايات الكاذبة التي يحتج بها من يقول ببقائه إلى الآن وبعد الآن، بل يقولون: إنه يقتل الدجال مع عيسى بن مريم عليه السلام.

فإذا كان يعيش هذا العمر الطويل لِمَ لم يأتِ ذكر نبوته في القرآن ولا في السنة الصحيحة، فهذا من أعظم القرائن على أن الخضر مات، ثم إن الله عز وجل جعل حياة نوح آية، حيث أحياه الله ألف سنة إلا خمسين عاماً للدعوة إلى الله، ولا يذكر الخضر وهم يقولون: إنه من صلب آدم، وهذه آلاف السنين لا يذكرها ويذكر صاحب الألف سنة إلا خمسين عاماً!! فهذا دليل آخر على بطلانه.

ولو كان من ذرية آدم لأدرك نوحاً، والله عز وجل يوم أهلك قوم نوح وركبوا السفينة وأخذ فيها من كل زوجين اثنين لم يكن الخضر فيها، فأين كان إذاً؟ ثم إن الله تعالى أهلك كل الأزواج في سفينة نوح، ويدل عليه قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} [الصافات:77] ، فذرية نوح فقط هي التي بقت، إذاً: لو كان الخضر حياً لهلك؛ لأنه ليس من ذرية نوح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015