والحديث إنما هو بلفظ:

«أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة، ولا تناموا عليه فتقسوا قلوبكم».

فتحرف عليه قوله «أذيبوا» إلى «آدموا»! وقوله «ولا تناموا عليه» إلى (ولا تقموه» ثم بنى عليه ما بنى من المعنى الرقيق!!

هكذا رواه جمع من أهل الحديث، وكذلك أورده السيوطي في «الجامع الصغير»، فلو رجع إليه -كما يفعل المبتدئون من الطلاب فضلاً عن «رئيس البعثه» -لعرف أصل الحديث ولم يقع في مثل هذا التحريف الشنيع!

على أن الحديث بهذا اللفظ المروي موضوع؛ كما حققته في «الأحاديث الموضوعة» (115)، فتأمل مبلغ تحقيق هذا (الفهيم)! فهو بديل* أن ينتبه للصواب في لفظ الحديث، وينبه على وضعه، جاء منه بحديث لا أصل له، ثم علق عليه!!!

وجملة القول: إن تحقيق الرجل لهذا الكتاب - وتعليقه عليه مثل تلك التعليقات - لأكبر دليل على أنه ليس أهلاً لتحقيق رسالة صغيرة لعالم فاضل من السلف! فكيف يكون أهلاً لتحقيق سِفْرٍ ضخم لكتاب الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى؟! وأن يصحح الأحاديث الضعيفة، وضعف الصحيحة جزافاً دون التزام لقواعد أهل النقد والمعرة بالجرح والتعديل، وأن يتأولها خلافاً لأهل العلم؟! وهو من الجهل إلى درجة لا تخطر على بال أحد! وماذا يقول العاقل في رجل لا يفهم معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - في الذين يدخلون الجنة بغير حساب:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015