وزادت التورطات السياسية في عمق المأساة. وأعتقد كثير من رعاياها الكاثوليك أن عقمها ليس إلا عقاباً وفاقاً على خطايا والدها، ووعد بأن ماري الكاثوليكية سوف ترث العرش. لكن البرلمان وسائر إنجلترا البروتستانتية كانوا يوجسون خفية من هذه التوقعات، وألحوا عليها في أن تجد لها زوجاً. ولقد حاولت، ولكنها بدأت بأن شغفت حباً برجل متزوج، هو لورد روبرت ددلي وهو رجل مديد القامة وسيم كيس مصقول شجاع، وهو ابن دوق نورثمبرلند الذي كان قد لقي حتفه على حبل المشنقة لمحاولته إبعاد ماري تيودور عن وراثة العرش لتجلس عليه جين جراي. وتزوج ددلي من آمي روبسار صلى الله عليه وسلمmy Robsart ولكنه لم يكن يقيم معها. وراجت الإشاعات بأنه خليع لا أخلاق له. وكان بمعية إليزابث في وندسور، عندما سقطت زوجته من على درج السلم في Cumnor Hall فدق عنقها وقضت نحبها (1560). وحامت الشبهات عند السفير الأسباني وآخرين غيره بأن ددلي والملكة دبرا هذه الميتة الشنيعة. وكانت الريب ظالمة (26). ولكنها قضت، لبعض الوقت، على آمال ددلي في أن يصبح زوجاً لإليزابث. ولما ذهب بها الظن إلى أنها ستقضي نحبها (1562) توسلت أن يعين ددلي وصياً على المملكة، واعترفت بأنها أحبته منذ زمن طويل، ولكنها أشهدت الله: على أنهما لم يرتكبا عملاً غير لائق (27) ". وبعد عامين قدمته إلى ملكة إسكتلندة، وخلعت عليه لقب "ارل لستر"، لتزيد من مفاتنه، ولكن ماري كرهت أن يشاركها عشيق غريمتها فراشها فواسته إليزابث وهدأت من روعه بما أغدقت عليه من احتكارات، وكان موضع عطفها ورعايتها حتى مات (1588).
واحتمل سيسل هذه الإشاعة في اشمئزاز وقور، وفكر لبعض الوقت في الاستقالة من منصبه احتجاجاً، فقد اتجه تفكيره الخاص إلى زواج يعمل على تقوية إنجلترا، بعقد أواصر الصداقة مع دولة قوية. ولمدة ربع قرن من الزمان حام حول الملكة نفر عديد من الأجانب يطلبون يدها. وكتب أحد السفراء: "هناك اثني عشر سفيراً ينافس بعضهم بعضاً في طلب يد جلالتها، ولسوف يأتي بعد ذلك دوق هولشتين ليطلب يدها لملك الدنمرك. وهنا دوق فنلندة الذي جاء رسولاً عن أخيه ملك السويد،