أصبحت obra، و ecclesia أصبحت iglesia. كذلك رققت اللغة الفرنسية الحروف الساكنة اللاتينية، وكثيراً ما أسقطتها في النطق وإن ظلت محتفظة بها في الكتابة: est, (glisa, oeuvre, tout. ونطق بالقسم الذي أقسمه لويس الألماني Louis the German وشارل الجسور بلغتين هما الألمانية والفرنسية (?) - الفرنسية التي كانت لا تزال لاتينية إلى حد سميت معه اللغة الرومانية lingua romana، ثم أنقسمت هذه اللغة الرومانية إلى ما سمته فرنسا لغتين: langue d'oc وهي لغة فرنسا الواقعة في جنوب نهر اللوار و langue d'oil وهي لغة فرنسا الشمالية (?). فلقد كان من عادات العصور الوسطى التفريق بين اللهجات بالطريقة التي ينطقون بها اللفظ المقابل للفظ "نعم" العربي؛ فأهل فرنسا الجنوبية كانوا يعبرون عنه بلفظ oc المشتق من اللفظ اللاتيني hoc ومعناه هذا، أما أهل الشمال فكانوا يستعملون لفظ o (l وهو مزيج من اللفظين اللاتينيين hoc lle، أي هذا - ذاك. وكان لفرنسا الجنوبية لهجة من لهجات اللانج دك تسمى البروفسنال أضحت فيما بعد لغة أدبية مصقولة على أيدي الشعراء الغزليين، ولكن الحروب الصليبية الألبجنسية كادت تقضي على هذه اللغة.
وكونت إيطاليا لغتها القومية ببطء أكثر مما تكونت به لغتنا أسبانيا وإيطاليا. ذلك أن اللاتينية كانت لغتها الوطنية، وأن رجال الدين، وهم الذين كانوا يتكلمون اللغة اللاتينية، كانوا كثيري العدد في إيطاليا، وأن استمرار