قصه الحضاره (صفحة 5980)

الدقيق من علامات التصريف والإعراب فأضحى حرف H لا ينطق به في اللغة اللاتينية المتأخرة، وبعد أن كان حرف V ينطق به في اللغة الفصحى كما ينطق بحرف V الإنجليزي. وامتنع النطق بحرف N قبل S فكلمة mensa ( المائدة) أصبح ينطق بها nesa، وتغير النطق بالحرفين المتصلين صلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلم و Cصلى الله عليه وسلم وكان ينطق بها في اللغة الفصحى كما ينطق بحرف I، OI في اللغة الإنجليزية فأصبح ينطق بهما كحرف صلى الله عليه وسلم الإنجليزي الطويل أو حرف صلى الله عليه وسلم الفرنسي. ولما كانت الحروف الساكنة في آخر الكلمات قد مضغت أو نسيت ( Coelem, rex, re, roi, portus, porto, porte) cilo, ciel فقد اقتضى ذلك أن تستبدل حروف الجر بعلامات الإعراب في الأسماء، وبعلامات التعريف في أواخر الكلمات أفعال مساعدة. وتبدل أسماء الإشارة القديمان illa, ille فأصبحا هما أدوات التعريف la, le, lo, el,il؛ واقتضب لفظ unus ( واحد) اللاتيني ليكون أداة التنكير un. ولما انعدم تصريف الأسماء صار من الصعب أحياناً أن يعرف هل الاسم فاعل أو مفعول قبل الفعل أو بعده. وإذا ما تدبر الإنسان هذه العملية - عملية التبدل المستمر الممتد طوال عشرين قرناً من الزمان جاز له أن يقول إن اللغة اللاتينية لا تزال هي اللغة الحية الأدبية في إيطاليا، وفرنسا، وأسبانيا، لم تتغير عن لغة شيشرون إلا بقدر ما تغيرت لغته هو عن لغة رميولوس أو لغتنا نحن (?) عن لغة تشوسر.

وكانت أسبانيا قد بدأت تتكلم اللاتينية منذ عام 200 ق. م لا بعد، وما وافى عهد شيشرون حتى اتسعت الهوة بينها وبين لاتينية روما اتساعاً روع شيشرون لما بدأ له من رطانة قرطبة البربرية. وكان اتصال هذه اللغة اللاتينية بلهجات أيبيريا سبباً في ترقيق الحروف الساكنة اللاتينية في أسبانيا: فرقت T إلى عز وجل، P إلى رضي الله عنه، و K إلى G؛ فـ Totum أصبحت todo، و operan

طور بواسطة نورين ميديا © 2015