لقد أحبوه ربما كما لم يحب جنود قائدهم في وقت من الأوقات· لقد أصبح رامي القنابل المعمّر الذي حارب مع نابليون هو حكيم قريته تخلّده آلاف القصائد والحكايات والأغاني· ففي القصة الشعرية التي تحمل عنوان (العَلَم القديم Le Vieux عز وجلrapean) ومئات غيرها وجدنا Pierre de رضي الله عنهeranger (1780 - 1857) يمجدّ نابليون ومعاركه ويهجو النبلاء المستبدين والأساقفة النَّهِمين لتملّك الأراضي لدرجة أحنقت حكومة البوربون فسجنته (1821 - 1828) وكتب فيكتور هوجو Hugo قصيدته ( Ode to the Column) يحتفي فيها بعمود فيندوم Vendome ودلالته التاريخية متوجاً بتمثال نابليون الذي أُزيح سنة 1815 ثم أُعيد سنة 1833· أما بلزاك رضي الله عنهalzac في عمله (طبيب المعركة) (1833) فقد صوّر لنا بشكل مُفعم حيوي جندياً محنّكا غيورا يشجب البوربون رضي الله عنهourbon لإصدارهم تقريرا يفيد أن نابليون قد مات· هذا لم يحدث، فالعكس هو الصحيح فمن المؤكد أن نابليون ما زال حيا، وأنه كان ابنا لله جعله أبا للجنود· أما ستندهال Stendhal فلم يكتف بأن بث في رواياته مديحا لنابليون، وإنما أصدر في سنة 1837 كتابه حياة نابليون يلخص لنا فحواه (فحوى كتابه) في المقدمة حيث يقول:
"ليس في قلبي حب إلا لنابليون وقال عن نابليون إنه أعظم من عرفته البشرية منذ قيصر"·
وربما قبل نابليون هذا الإطراء مع شيء غير مؤكد بالنسبة إلى قيصر (دكتاتور روما القديمة)، فلم يكن نابليون ليفقد الأمل في أن تعود فرنسا إلى أيامه (أيام قيصر) · وكان نابليون قد راح يعزّي نفسه في منفاه بأن يؤدي امتعاض الفرنسيين Gallic بسبب نفيه وسجنه إلى أن يصبحوا مخلصين له ثانية· لقد قال لأوميرا O'Meara:
" ستكون هناك ردّة فعل لصالحي بعد أن أرسلوني للمنفى· إن استشهادي (كوني ضحية) هو الذي سيعيد تاج فرنسا لأسرتي··· قبل انقضاء عشرين سنة عندما أكون قد وُوريتُ الثرى، سترى ثورة أخرى في فرنسا"·
وقد تحقَّقت النبوءتان·