أما ابنها من نابليون المسمّى ملك روما (وهو اللقبَ التقليدي لوارث الإمبراطورية الرومانية المقدسة) والعُقاب الشاب " L'صلى الله عليه وسلمiglon" فقد تم فصله عن أمّه عند مغادرتها باريس وأعيد تعميده باسم دوق رايخشتادت عز وجلuke Reichstadt وأصبح في بلاط فيينا لينشأ في ظل تقاليد الهابسبورج Hapsburg وتحت إشرافهم الكامل· وظل مخلصا لذكرى أبيه وراح يحلم أن يستعيد مملكته يوما، وكان يعاني من المرض الذي عاوده مرارا، ومات بالسل في قصر شونبرون Schonbrunn في فيينا في 22 يوليو 1832 وهو في الواحد والعشرين من عمره·
حتى وإن تلاشت ظواهر الأحداث من ذاكرة الفرنسيين فإن صورة نابليون نفسه أخذت شكلا حيا جديدا في ذاكرتهم وخيالهم· فكلّما التأمت الجروح بفعل الزمن، وكلما تم تعويض الملايين الذين ذهبوا للحرب ولم يعودوا، فامتلأت الحقول والدكاكين من جديد، وزاد عدد أفراد الأسر، بدت صوت عصر نابليون أكثر تألقا وبطولة بشكل لا مثيل في التاريخ المدني (أي بصرف النظر عن الوقائع الدينية في التاريخ) · إننا نجد - بادئ ذي بدء - أن الجنود القدماء راحوا يتذكرون أعمالهم البطولية ومآثرهم وينسون معاناتهم· لقد راقت لعيونهم انتصارات نابليون وقلما كانوا يلومونه لهزيمته·