فالبطل الذي كان فيما سبق يتطلع إلى مزيد من الوقت لمواجهة مهامه التي اختارها أو لينفذ خططه، أصبح يشعر الآن أن الساعات تمر ثِقَالا، وأصبح يرحب بالليل ليخفف عنه - بالنوم - وطأة الوقت، بل لم يكن الليل حتى ليشفي علّته، فنظراً لقلة العمل وجد صعوبة في النوم فراح يتنقّل من سرير إلى أريكة إلى كرسي، ثم يعود مرة أخرى بحثا عن اللاوعي (راغباً في الغَيبوبة) ·
وغالبا ما كان يلعب الشطرنج يوميا، وكان يضجر بانتصاره (في الشطرنج) فلم يكن من ندٍ له يجرؤ على هزيمته (في لعبة الشطرنج) وخلال السنة الأولى في منفاه كان يركب حصانه لعدة أميال يوميا لكنه سرعان ما عزف عن ذلك عندما لاحظ أن بعض الضباط البريطانيين كانوا يراقبونه دوما· وكان يقرأ لعدّة ساعات في اليوم لقد كان دَوْما يحب الكتب، وكان لابد أن يقرأ بعض الوقت حتى في الأيام التي يكون مشغولاً فيها، لقد كان يأخذ معه مئات المجلدات في أثناء المعارك، ولقد أخذ معه مئات إلى واترلو (كان من بينها سبعون مجلدا لفولتير) ·
وكان قد جلب معه إلى سانت هيلينا 400 كتاب من فرنسا، وعند توقف السفينة نورثمبرلاند في ماديرا Madeira أرسل طلباً للحكومة البريطانية طالباً عدداً من الكتب التعليمية وصلته في يونيو سنة 1816، ووصلته شحنة أخرى في العام التالي، وأرسل له السير هدسون لو بعض الكتب من مكتبته· وأصبح خبيرا في معارك الإسكندر الأكبر وهانيبعل Hannibal ( هانيبال) وقيصر· وقرأ مرارا درامات كورنيل Corneille وراسين بل لقد كان يقرأهما بصوت عال أمام رفاقه ويوزّع عليهم الأدوار· وكان يحب الأدب الإنجليزي وجعل لا كاس يعلّمه المزيد من الإنجليزية ليتمكن من القراءة بها بل والحديث بها· ذكر جورجو: "أن الإمبراطور كان دَوْما يتحدث معي بالإنجليزية"·