ورغم هذا فإن يوميات جورجو (1899) Journal inedit de Sainte Helene هي الأكثر واقعية وفتنة (جمالاً) من بين كل الأصداء التي انبعثت من سانت هيلينا ولا يكاد الكونت تشارلز - تريزا دي مونثولو Comte Charles-Tristan de Montholon (1783 - 1853) يستحق كراهية جورجو لأنه كان أكثر الأربعة المحيطين بالإمبراطور أدباً ولين عريكة· لقد كان لديه ذكريات تدعو إلى الفخر إذ تعلّم الرياضيات وهو في العاشرة من عمره على يد قائد مدفعية شاب اسمه بونابرت، وبعد ذلك تبع نابليون في صعوده وسقوطه وأحرّ على اصطحابه إلى سانت هيلينا، وكانت زوجته ألبني دي فاسا صلى الله عليه وسلمlbinie de Vassal قد تزوجت وطلقت قبله مرتين، وكان مطلّقاها لا يزالان على قيد الحياة، لذلك لم يكن مونثولو واثقا فيها تماما في أي وقت من الأوقات، وتردّدت إشاعات في سانت هيلينا أنها كانت تساعد نابليون على تدفئة فراشه، وقد تناول المندوبون الروس أمرها بخشونة: "رغم أنها كبيرة السن وفاسقة وسمينة فإنها اليوم خليلة رجل عظيم"· وعندما غادرت الجزيرة (1819) بكى نابليون· أما مونثولو نفسه فقد بقي إلى النهاية وشارك بيرتران في العناية بالأسير المحتضر وكان يُسمَّى المنفّذ المشارك لتحقيق الإرادة الإمبراطورية· وعندما عاد إلى فرنسا شارك ابن أخي نابليون في السجن سبع سنين وساعده بعد ذلك ليكون إمبراطورا آخر·
لقد كان العدو اللدود لهؤلاء المنفيِّين هو الوقت وابنه الضجر، فهم رجال كانوا قد أدمنوا العمل وتآلفوا مع الموت، وصاروا الآن وقد أصبحت مهمتهم هي العناية بشخصية عالمية سقط من عليائه الإمبراطورية إلى سجين لا حول له ولا قوة بكل آلامه وأمراضه وضعفه البشري، بل إن نابليون نفسه قال:
"إن وضْعي مُرْعب، إنني كميّت حي أو كميت لازالت رغباته موجودة"،