وكان لديه ميزة يتميز بها عن سائر مرافقيه في المنفى: لقد كان يستطيع أن يدمج الحاضر في الماضي بإعادة سرد تاريخ بلاده، وتاريخ نصف أوربا من سنة 1796 إلى سنة 1815، وغالبا ما كان هذا من الذاكرة (كان التاريخ حاضراً في ذاكرته)، ومن وجهة نظر المشارك الرئيسي (في الحدث)، ولم يكن يطيق صبرا على الكتابة لكنه كان يستطيع أن يتحدث· ويبدو أن لا كاس هو الذي اقترح أنه (أي نابليون) بإملائه مذكراته لواحد أو آخر من حاشيته يعطي قيمة وتشويقا لكل يوم يمر· والآن قد لا يجد نابليون في قول دانتي حقيقة ينقصها الكمال: "ليس هناك أكثر مدعاة للألم من تذكر السعادة في أيام الشقاء", فإن ذكريات الأيام السعيدة قد تخفف الأحزان الحالية وإن كانت تعمقها في الوقت نفسه· لقد هتف قائلا:
لقد كانت إمبراطورية جميلة! لقد كان هناك 83 مليون إنسان تحت حكمي - آه إنهم نصف سكان أوربا·
ومن هنا فقد دشَّن دكتاتورية جديدة في السفينة نورثمبرلاند واستمر يمارسها على نحو أو آخر في سانت هيلينا طوال أربع سنوات· لقد بدأ بأن راح يعيد على لا كاس رواية معاركه الإيطالية في سنة 1796 حيث أدت سرعته الحاسمة وانبهار أوربا إلى أن أصبح (أي نابليون) لازما لفرنسا لزوما لا فكاك منه· وعندما لم يصبح لا كاس موجودا بسبب حنق لو Low راح الإمبراطور يملي على جورجو، وبعد ذلك على مونثولو، وقليلا على بيرتران وأحيانا كان يملي على اثنين منهم في يوم واحد·