قصه الحضاره (صفحة 16113)

وقبل هذا الحوار أو في أثنائه أو بعده تلقى القبطان ميتلاند من رئيسه - السير هنري هوتام Hotham نائب الأدميرال (الذي كان يطوف وقتها إزاء الساحل الشمالي الغربي لفرنسا) رسالة يُخبره فيها أن نابليون موجود في روشفور أو بالقرب منها وأنه ينوي العبور إلى أمريكا، وأضاف الأدميرال: "عليك أن تبذل قصارى جهدك لمنعه من الإبحار فوق الفرقاطات،··· وإن أسعدك الحظ بالقبض عليه، ضعه تحت حراسة جيدة وتوجه به بأقصى سرعة إلى ميناء بريطاني"·

وفي 14 يوليو أَوْ نحو هذا التاريخ تلقى نابليون تحذيرا من أن لويس الثامن عشر كان قد أمر الجنرال بونفور رضي الله عنهonnefours بالتوجه إلى روشفور للقبض عليه (على نابليون) وتحرك بونفور ببطء· لقد أصبح نابليون الآن ملزما بخيار من خيارات ثلاثة: إما أن يسلم نفسه للويس الثامن عشر الذي لديه كل الأسباب التي تجعله كارها له، أو أن يخاطر بالهرب محاولا الإفلات من الحصار البريطاني أو أن يسلم نفسه للقبطان ميتلاند على أمل أن يحظى بمعاملة كريمة من بريطانيا· واختار نابليون الطريق الثالث، ففي 14 يوليو كتب للوصي على العرش الذي كان يحكم بريطانيا آنئذ:

يا صاحب السمو الملكي

"نظراً للفُرقة (الشقاق) التي استنزفت بلادي، واختلاف القوى الكبرى في أوربا قررت أن أنهي كل عمل لي في مجال السياسة وإنني آت - مثل تيميستوكل Themistocles - لأقيم في بيت الشعب البريطاني لأنعم بالدفء بينه· إنني أضع نفسي تحت حماية قوانينكم التي أناشد سموكم الملكي باعتباركم أكثر أعدائي قوة وعزما وكرما أن تمنحوني حمايتها·

نابليون"·

وعَهِد نابليون إلى جورجو بتسليم هذا الخطاب وطلب منه أن يحصل على إذن لتوصيل الخطاب في القارب التالي· وقد وافق ميتلاند لكن القارب الذي استقل جورجو قد تم احتجازه طويلا في الحجر الصحي، وليس هناك ما يشير إلى أن هذا الخطاب قد وصل إلى الوصي على العرش·

وفي 15 يوليو وُضع نابليون ورفاقه على متن السفينة البريطانية بيلروفون رضي الله عنهellerophon، واستسلموا طائعين لبريطانيا العظمى· قال نابليون لميتلاند: "لقد أتيتُ على متن سفينتك لأضع نفسي تحت حماية القوانين الإنجليزية"·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015