قصه الحضاره (صفحة 16112)

وفي 4 يوليو أرسل نابليون استفسارا إلى قبطان الفرقاطة سال - هل تم احتجاز مكان له ولبعض أصدقائه لرحلة إلى أمريكا، وهل يمكن للفرقاطة سال Saale اختراق الحصار؟ فأتته الإجابة بأن الفرقاطة جاهزة ومستعدة للإبحار وستحاول أن تراوغ من السفن الحربية (المحاصِرة - بكسر الصاد) ليلا مع احتمال أن تتعرَّض للتوقيف أو القصف لكن إن أفلتت فإن سرعتها الفائقة لن تمكن السفن الحربية من اللحاق بها· إن نابليون الآن في مِحَن راح يقلِّبها فظل تسعة أيام مترددا يقلّب الخطط - خطط هربه، وراح يطلب النصيحة من رفيق بعد رفيق، فعرض عليه جوزيف الذي كان يشبهه في المظهر أن يتنكر هو (أي جوزيف) متقمصا شخصية نابليون وأن يترك نفسه ليحتجزه البريطانيون، بينما قد يُسمح لنابليون بملابسه المدنيّة بمواصلة رحلة تبدو روتينية على متن إحدى الفرقاطتين، ورفض نابليون تعريض أخيه للخطر·

وقد أبحر جوزيف نفسه في وقت لاحق على إحدى الفرقاطتين إلى أمريكا· لقد نسي نابليون خمسة عشر عاما من الحرب، وراح الآن يعزف على أنغام الهوى مع إنجلترا مؤمّلا أنه إذا سلّم نفسه لها فقد تعامله كأسير مُميّز وتسمح له بقطعة أرض متواضعة ليعيش فيها كمالك - بسلام· وفي 10 يوليو أرسل لا كاس Las Cases وسافاري Savary ( دوق روفيجو Rovigo) ليطلب من القبطان فريدريك ميتلاند Maitland على ظهر السفينة بيلروفون رضي الله عنهellerophon التابعة للتاج البريطاني عما إذا كان قد تلقى أية جوازات سفر (تصاريح سفر) باسم نابليون يتوجه بمقتضاها إلى أمريكا· ولم يكن لدي القبطان بطبيعة الحال مثل هذه الجوازات· عندئذٍ سأله لا كاس عما إذا سلّم نابليون نفسه للبريطانيين فهل يتوقع أن يعامله الإنجليز بالكرم المعروف عنهم، فأجاب ميتلاند: "أنه يسعده أن يستقبل نابليون ويأخذه إلى إنجلترا". لكنه - أي ميتلاند - غير مخوّل بتقديم أية وعود عن كيفية استقباله هناك·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015