لقد أخبره مينيفال Meneval الذي كان في خدمة ماري لويز في فيينا عن المناقشات التي جرت في المؤتمر (مؤتمر فيينا) بخصوص إبعاده عن جزيرة إلبا إلى مكان أبعد ضمانا لأمن أوربا وأضاف قائلا له إن المؤتمر ربما ينتهي في 20 فبراير· وأخبره آخرون باستياء الجيش الفرنسي، ومخاوف الفلاّحين وهياج اليعاقبة وعودة نظم العبادة الكاثوليكية إلى قوتها الأولى· وفي فبراير 1815 أرسل له هوج مار Hugues Maret ( دوق باسانو عز وجلuc de رضي الله عنهassano) رسالة حملها فلوري دي شابولو Fleruy de Chaboulon يؤكد له فيها كل هذه التقارير·
واندهش لهذه التقارير التي أنعشت فيه الآمال بنهاية أكثر نبلاً من الموت بسبب الفراغ والعزلة، فأخبر أمه بنواياه وطلب منها النصح، فاعتراها القلق من أنها لو تركته الآن يذهب فلن تراه مرة أخرى أبدا، فقالت له: "دعني أنعم بالأمومة لفترة وبعدها سأقول لك رأيي", لكنها علمت أنه كان قد قررّ بالفعل أن يقوم بمغامرته الأخيرة· فقالت: "له اذهب يا ولدي لتنفيذ ما كتبه القدر لك"·
لقد شعر أنّ عليه أن يعمل بسرعة· فإن انقضى وقت قصير قد لا يكون لديه الوسائل التي يدفع منها لهؤلاء الفرنسيين البالغين ألفا الذين خدموه والذين يجب أن تستمر خدماتهم· إن الظروف قد تطورت بما يسمح له بمحاولة لاستعادة عرشه والدفاع عنه ليورّثه لابنه الجميل كأدونيس صلى الله عليه وسلمdonis بعد تدريبه على فنون الحكم· لقد كان الحلفاء ينهون مؤتمرهم وبسبيل عودتهم إلى بلادهم مصحوبين بجنودهم، وربما يكونون قد أصبحوا مستعدين للاستجابة لدعوته للسلام فُرادى· لقد كانت لياليه لا تزال طويلة، وفي جنح الليل يمكن لأسطوله الصغير أن يُفلت من المراقبة ليكون - مرة أخرى - على الأرض الفرنسية·
لقد جهّز أموره بسرية قدر الإمكان، لكن من خلال تفكيره العميق ونظره الثاقب كما هو معتاد منه· لقد أمر الحرس الإمبراطوري وثمانمائة من رماة القنابل (المجموع 1100 مقاتل) أن يُعدّوا أنفسهم ليكونوا على رصيف الميناء في مساء 26 فبراير للقيام برحلة تستغرق عدة أيام إلى جهة غير محدّدة، ومع هذا فقد استنتجوا أنهم ذاهبون إلى فرنسا وأسعدهم هذا·