قصه الحضاره (صفحة 16076)

وفي مساء اليوم المحدد عانق أمه وأخته (اللتين كان عليهما أن تتجها حالا إلى أصدقاء في إيطاليا) وانضم إلى كتيبته الصغيرة وركبوا معه السفينة إنكونستانت والسفن الأربع الصغار وأبحروا بهدوء في جُنح الليل· ولم تكن الريح مواتية فكانت تهمد حينا فتترك أسطولهم بلا عون، وأحيانا كانت تقترب بهم إلى الشاطئ، واعتراهم القلق مخافة أن تعرفهم السلطات ويتم إيقافهم فيتعرضون للسجن بشكل مخز· لقد ظلوا طوال ثلاثة أيام يبحرون شمالا ثم غربا متجاوزين جنوا والريفيرا الفرنسية· وفي أثناء الإبحار على هؤلاء الرجال - ممن يعرفون الكتابة - أن يستنسخوا مئات النسخ من بيان نابليون الذي سيُوَزَّع في فرنسا:

أيها الفرنسيون

لقد سمعتُ في منفاى تفجعّكم ودعاءكم· إنكم تتطلعون إلى الحكومة التي تختارونها، فالحكومة التي تختارونها هي وحدها الحكومة الشرعية· لقد عبرْتُ البحرَ، وإنني آتٍ لاسترداد حقوقي التي هي حقوقكم - بالنسبة إلى الجيش: إن ممتلكاتك ورتبك وعظمتك ومجدك، هي ممتلكات أبنائك ورتبهم وعظمتهم ومجدهم، وليس هناك للأبناء أعداء أشد وطأة من هؤلاء الأمراء الذين فرضهم الأجانب عليكم···· إن النصر سيُسِرع الخطى، والنسر (العقاب) والأعلام الوطنية ستتحلّق فوق كل أبراج الكنائس من برج كنيسة إلى برج كنيسة آخر، بل حتى على أبراج نوتردام · ستكونون أنتم محرّري وطنكم·

4 - رحلة لا تصدق:

4 - رحلة لا تُصَدَّق: من 1 - 20 مارس 1815م

طور بواسطة نورين ميديا © 2015