وبينما المؤتمر على وشك إنهاء أعماله وصلته في بكور صباح 7 مارس رسالة تحمل خاتم طارئ وعاجل· لقد كانت هذه الرسالة من القنصل النمساوي في جنوى وموجهة إلى الوزير النمساوي ومُفادها أن نابليون هرب من إلبا· وعندما أحيطت الوفود علما وافقت على تأجيل فض المؤتمر وأن يبقوا في فيينا حتى يتم الاتفاق على عمل موحّد· وفي 11 مارس وصلت أخبار أخرى مفادها أن نابليون قد نزل بالقرب من أنتيب صلى الله عليه وسلمntibes، وفي 13 مارس أصدر المؤتمر من خلال لجنة الثمانية إدانة لنابليون مع اعتباره مُهْدَر الدم، فكل من يقتله لا يقع تحت طائلة القانون، وكان المؤتمر قد أكمل برنامجه، لكنه رغم تفرق الوفود ظل رسميا منعقدا حتى 19 يونيو عندما وصلت أخبار بهزيمة نابليون في واترلو في اليوم السابق· ساعتها أعلن المؤتمر إنهاء أعماله رسميا·
3 - إلبا صلى الله عليه وسلمLرضي الله عنهصلى الله عليه وسلم
وصل نابليون إلى بُورْتو فِرْياو Portoferraio في 3 مايو 1814· ونزل إلى البر في صباح اليوم التالي فاستقبله سكان المدينة بترحيب يفوق الوصف ظناً منهم أنه أحضر معه ملايين الفرنكات لينفقها (في جزيرتهم) وكانوا قبل ثمانية أيام قد شنقوا تمثالاً له باعتباره رجلا مولعا بالحرب إلى حدّ الجنون· لقد حَفّوه حارسين له إلى قصر الحاكم الذي أصبح لابد، الآن، يكتسي بالأبهة الإمبراطورية· وطوال التسعة شهور التالية كان على نابليون أن يكون إمبراطورا على جزيرة مساحتها 86 ميلا وسكانها 12,000 نفس· وأحاط نفسه بكل مظاهر العظمة - ملابس فاخرة وحرس ملكي وحجّاب وياورات وخدم وحشم وموسيقيين ومائة حصان وسبع وعشرين عربة، وربما كان هذا في جانب منه لإيمانه بأن المظاهر هي لعبة الحكم·
وفي 26 مايو أتى 400 عضو من أعضاء الحرس القديم لخدمته كنواة لجيش مصغّر· وأتى نحو مائتي متطوع من فرنسا كما أتاه متطوعون آخرون من إيطاليا وكورسيكا فسرعان ما أصبح لديه نحو 1,600 مقاتل مستعدين للحرب في مواجهة أية محاولة لإيذاء إمبراطورهم المحبوب رغم كراهية آخرين له· وليتمتع بمزيد من المناعة حصّن الميناء ونظّم أسطولا - سفينة كبيرة بصاريين (السفينة إنكونستانت Inconstant) وأربع سفن صغار، وكانت كلها مسلّحة·