قصه الحضاره (صفحة 16051)

وفي هذه الأثناء عبر بلوخر رضي الله عنهlucher بجيشه جيش سيليزيا المكون من 60,000 مقاتل لازالوا أقوياء - نهر الراين عند مينز ومانهايم Mannheim وكوبلنز (كوبلنتس Coblenz) وراح يتقدم بلا مقاومة تقريباً إلى نانسي Nancy حيث استقبله حكامها وجمهورها مع جنوده البروس كمخلِّصين من طغيان نابليون· أما بيرنادوت فإنه بعد أن فقد أمله في أن يخلف نابليون كحاكم لفرنسا، وجدناه يتخلّى عن الحلفاء بعد ليبزج ليضرب الدنمركيين ليتخلّوا عن النرويج للسويد (14 يناير 1814) وبعد أن أتمّ هذه المهمة انضم بجيشه إلى بلوخر في الزحف تجاه باريس·

ولم تجسر القوات الفرنسية التي تركها نابليون في شرق فرنسا على مواجهة قوات بلوخر أو قوات شفارتسنبرج لقد تراجع ني Ney غرباً من نانسي، وتراجع مورتييه Mortier من لانجر Langers وتراجع مارمون من ميتز Metz وراحوا ينتظرون قدوم نابليون·

لقد أحضر نابليون معه إلى مقر قيادته الجديد في شالون - سير - مارن Chalons-sur-Marne ( التي لا تبعد عن باريس سوى خمسة وتسعين ميلاً) نحو 60,000 مجنّد ليُضافوا إلى 60,000 ممن بقوا أحياء بعد ليبزج (ليبسج) بقيادة ني Ney ومارمون ومورتييه وبذلك أصبح تحت قيادته 120,000 كان عليه أن يوقف بهم جنود بلوخر وشفارتسنبرج البالغ عددهم 220,000·

لقد كان نابليون ملتزماً بسياسة عدم السماح لقوات الحلفاء بالاندماج معاً ومنعهم من أن يكو ّنوا قوة واحدة، مع تجنّب مواجهة قوات شفارتسنبرج، وإيقاف أو تأخير تقدمها نحو باريس بإحراز انتصارات سهلة على كتائب الحلفاء البعيدة عن مركز القيادة الرئيسي، وبذلك لا تواجه القوات الفرنسية قوات الحلفاء الرئيسية·

لقد كانت معركة 1814 إحدى أكثر معارك نابليون براعة من الناحية الإستراتيجية، لكنها أيضاً كانت واحدة من أكثرها خسائر وأخطاء بسبب ندرة التعزيزات العسكرية· وقد وقع بلوخر بدوره في كثير من الأخطاء، لكنه كاد لا يكون عُرضة للهزيمة أو قلة الموارد بسبب كل هؤلاء الجنرالات المعارضين لنابليون الآن أو بعد ذلك· وكان شفارتسنبرج أكثر حذراً، وكان هذا في جانب منه لطبيعته الخاصة، كما كان في جانب آخر منه لأنه كان يصحب القيصر إسكندر والإمبراطور فرانسيس الثاني·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015