وفي 21 يناير أمر مندوبيه بإطلاق سراح البابا بيوس السابع من محبسه في فونتينبلو Fontainebleau وترتيب الأمر لعودته إلى إيطاليا· وفي 23 يناير جمع من التوليري Tuileries ضباط الحرس الوطني وقدم لهم الإمبراطورة (زوجته) وابنه (ملك روما) الذي كان وسيماً ولم يكن قد بلغ الثالثة من عمره بعد وأوصاهما بالاهتمام بالحرس· ومرة أخرى عيّن ماري لويز وصية على العرش في أثناء غيابه، وفي هذه المرة عيّن أيضاً أخاه جوزيف ليفتينانت جنرال lieutenant general للإمبراطورية والقائم بالأعمال الإدارية للإمبراطورة· وفي يوم 24 من يناير أُحيط علماً بأن مورا Murat قد انحاز إلى الحلفاء (المتحالفين ضد نابليون) وأنه يتقدم من نابلي على رأس 18,000 مقاتل ليساعد في طرد يوجين من إيطاليا· ومن هذا اليوم نفسه ودّع نابليون زوجته وابنه لآخر مرة، فلن يتأتّى له رؤيتهما بعد ذلك، وغادر باريس لينضم إلى جيشه الذي أُعيد تكوينه ليتحدى غزاة فرنسا·
لقد راح الحلفاء يتقدمون في صفوف يقترب بعضها من بعض لتتجمع في نقطة واحدة، وكانت عيونهم هذه المرة على باريس· لقد سرق (بالمعنى الحرفي للكلمة) شفارتسنبرج Schwarzenberg طريقه من الفرنسيين بعبوره نهر الراين عند بازل على رأس 160,000 من رجاله وانتهك الحياد السويسري إذ تغاضت الأوليجاركيات السويسرية بسعادة عن تحركاته، وتحرك بسرعة عبر الكانتونات واستولى على جنيف التي لم تُبد دفاعاً، وظهر من الأراضي الفرنسية لمسافة أبعد بمائة ميل مما كان يتوقع الفرنسيون، وأسرع بالاتجاه شمالاً نحو نانسي Nancy على أمل الانضمام إلى قوات بلوخر رضي الله عنهlucher أو التنسيق معه هناك·
وكان نابليون قد أمر الجيوش الفرنسيّة أن يفاجئوا العدو بمعارك غير متوقعة في إيطاليا وجنوب شرق فرنسا، ومن ثمّ يتجهون شمالاً لاعتراض سبيل شفارتسنبرج أو على الأقل إبطاء مسيرته، لكن النمساويين عطّلوا حركة يوجين·