وأدّت بعض الانتصارات المبدئية التي أحرزها نابليون إلى إفراطه في الثقة (ثقة لم تكن في محلّها) · لقد أسر رجال بلوخر وهم يتناولون طعامهم أو ينعمون بقسط من الراحة في برين رضي الله عنهrienne (29 يناير 1814) وكادت قواته تأسر بلوخر نفسه· وتراجعت قوات بلوخر، لكن نابليون كان حكيماً فلم يتعقّبه لأن جيشه (أي جيش نابليون) كان قد خسر 4,000 مقاتل، كما لم يكن أمامه (أي نابليون) إلاّ مجال ضيق للهرب: لقد كان البروس يقتربون منه وسيوفهم مُصْلته، عندما أقدم الجنرال جورجو Gourgeaud على إطلاق النار على تابعه الذي تجاوز حده فأرداه قتيلاً· وحزن نابليون بسبب الدمار الذي أحدثته المعركة في المدينة وفي مدرستها الشهيرة التي تلقى فيها تعليمه وتدريبه العسكري، ووعد بإعادتهما (المدينة والمدرسة) إلى ما كانتا عليه بعد طرد الغزاة من فرنسا·
واندفع شفارتسنبرج فلم يكن لديه وقت للتفكير، لدعم بلوخر، فوجد جنود نابليون 46,000 المنتصرين وهم يكادون يكونون محاصرين بمائة ألف جندي نمساوي وبروسي وروسي في لاروثيير La Rothiere ( أول فبراير) فلم يكن لدى نابليون سوى خيار واحد هو أن يحارب، فقاد المعركة بنفسه· وكانت المعركة تكاد تكون متعادلة (لم يحقق أي من الطرفين انتصاراً حاسماً)، لكن تعادل الفريقين المتقاتلين في الخسائر كان كارثة بالنسبة إلى الفرنسيين الذين قادهم الإمبراطور منسحباً إلى تروي Troyes، وقرر بلوخر ألا يتبع شفارتسنبرج في حذره، فانفصل عنه بقواته وقرر مواصلة طريقه إلى باريس عبر المارن Marne بينما يتابع النمساويون طريقهم على طول السين Seine· وكانت قوات الحلفاء واثقة من النصر حتى إنها أجرت الترتيبات لتتلاقى عند القصر الملكي في الأسبوع المقبل·