قصه الحضاره (صفحة 16002)

ووصل كولينكور إلى باريس في 5 يونيو 1811 محملاً بالهدايا من القيصر، وحاول بكل جهده إقناع نابليون بنوايا إسكندر السلمية وحذّره من أن غزو فرنسا لروسيا قد ينتهي إلى هزيمة بسبب مناخها ومساحتها الشاسعة، وانتهى نابليون إلى أنّ كولينكور قد وقع في حب القيصر، فانتهك بذلك واجبات منصبه الدبلوماسي، وعبّأ نابليون جيشه في بروسيا أو بالقرب منها بعد أن استبعد الأمل في حل سلمي وبعد أن ساوره الشك أن روسيا تحاول كسب بروسيا والنمسا إلى جانبها، فأرهب - أي نابليون - فريدريك وليم الثالث لتوقيع تحالف مع فرنسا (5 مارس 1812) ألزم بروسيا بتقديم عشرين ألف جندي ينضمون إلى الجيش الفرنسي لغزو روسيا، كما ألزمها بإطعام الجيش الفرنسي عند مروره بالأراضي البروسية على أن تُخصم تكاليف الطعام من تعويض الحرب الذي كانت بروسيا لا تزال ملتزمة بدفعه لفرنسا·

وفي 14 مارس دخلت النمسا في تحالف قَسْري مماثل مع فرنسا· وفي أبريل اقترح نابليون على السلطان (العثماني) تحالفاً يُتيح لتركيا تطوير صراعها مع روسيا في حرب مقدسة (جهاد) وأن نتعاون مع فرنسا في مسيرة متزامنة إلى موسكو، ويستعيد الباب العالي - في حالة نجاح الحملة - ولاياته الدانوبية عز وجلanubian مع ضمان سيطرته على القرم Crimea والبحر الأسود· لكن الباب العالي وقد تذكر أن نابليون قد حارب الترك (العثمانيين) في مصر والشام، وأنه عرض في تيلسيت على إسكندر أن يتصرف كما يحلو له ضد تركيا (الدولة العثمانية) - رفض عروض نابليون، ووقع - أي السلطان العثماني - اتفاق سلام مع روسيا (28 مايو 1812)، وفي 5 أبريل وقع إسكندر اتفاقية تعاون مشترك مع السويد، وفي 18 أبريل عرض على بريطانيا العظمى التحالف· وفي 29 مايو أعلن أن كل الموانئ الروسية مفتوحة لسفن كل الأمم· والحقيقة أن هذا الإعلان كان يعني الانسحاب من الحصار القاري (الذي فرضه نابليون) وإعلان الحرب على فرنسا·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015