قصه الحضاره (صفحة 16003)

ومع هذه المبارزة الدبلوماسية كانت تجري واحدة من أكثر الاستعدادات العسكرية في التاريخ ضخامة· وفي هذا المجال كانت مهمة إسكندر أبسط وأضيق من مهمة نابليون· لقد كان أمام إسكندر دولة واحدة كان عليه تعبئة قواتها ومشاعرها· أما تعبئة المشاعر فكادت تتم بدون مجهود منه: فروسيا الأم هبت بشكل تلقائي ضد جحافل البرابرة الذين نظموا أنفسهم وعلى رأسهم كافر وتوجهوا لغزو روسيا· وتحولت العاطفة الوطنية التي أدت فيما سبق إلى إدانة سلام تيلسيت إلى دعم ذي طابع ديني للقيصر، فحيثما ذهب تحلق حوله البسطاء رجالا ونساء يُقبّلون حصانه أو حذاءه· أما وقد وجد نفسه بهذه القوة فقد زاد من عدد جيوشه وأمرها بالاستعداد للحرب، ومرْكز 200,000 جندي على طوال الدفينا عز وجلvina والدنيبر عز وجلnieper وهما أطول نهرين يفصلان روسيا الروسية عن ليتوانيا والولايات البولندية التي حصلت عليها روسيا في أثناء تقسيم بولندا·

أما تعبئة نابليون فكانت أكثر تعقيداً· لقد واجه الصعوبة المبدئية المتمثلة في أن 30,000 جندي فرنسي واثنى عشر جنرالاً فرنسيا كانوا متورطين في إسبانيا والحاجة إليهم أكثر لمنع ولينجتون Wellington من اجتياح شبه جزيرة أيبيريا واجتياز جبال البرانس إلى فرنسا· لقد كان نابليون يأمل العودة إلى إسبانيا ليكرر نصراً آخر كالذي كان قد أحرزه في سنة 1809، والآن كان على نابليون أن يختار بين فقد إسبانيا والبرتغال والحصار القاري من ناحية، وفقد التحالف الروسي والحصار:

"إنني أعلم أكثر من أي شخص آخر أن إسبانيا كانت سرطاناً مزعجاً كان لابد من علاجه قبل أن نستطيع الدخول في مثل هذه الحرب المرعبة التي لابد أن تكون معركتها الأولى على بعد ألف وخمسمائة ميل من حدودي"·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015