ودرس فلسفة كانط وسار في تيارها، ذلك التيار الذي أنعش الفلسفة الألمانية، وأضاف اسم كانط إلى اسمه وكتب حصاد رحلاته وتأملاته في كتاب متاهة شاعر جوّال Labyrinthen eller عز وجلigtervandringer (1792) كاد يضارع فيه لورنس ستيرن Laurence Stern فكاهةً وفيضَ مشاعر· ولما عاد للدنمرك تخلّى عن إثارة فيمار وباريس، وعاش في فرنسا في الفترة من 1800 إلى 1811 يراقب نابليون وهو يصوغ النظام من الحرية ويحول الجمهورية إلى إمبراطورية (المقصود يحول النظام الجمهوري إلى نظام إمبراطوري أو ملكي) · وفي سنة 1807 ألف قصيدة حيوية (الشبح ونفسه Gjengengeren og han selv) عرض فيها بذكاء وعمق تأرجحه بين المُثل الكلاسيكية من نظام وانضباط وحقيقة من ناحية، والاعتدال والتطلع الرومانسي إلى الحرية والخيال والرغبة من ناحية أخرى· وفي سنة 1811 أصبح أستاذاً في جامعة كيل Kiel، وبعد ذلك بعامين دخل في معركة حامية مع أعظم شعراء الدنمرك·
لقد عاش آدم جوتلوب أولنشليجر صلى الله عليه وسلمdam Gottlob Oehlenschlager (1779 - 1850) حياة سعيدة - بشكل غير عادي - في فترة شبابه· كان والده ناظراً لأحد قصور الضواحي التي تحيط بها الحدائق والحقول، فاستمتع ابنه بحديقة يلعب فيها ومكتبة يقرأ فيها وصالة يعرض فيها الأعمال الفنية، وحلق به خياله وتطلّع للعمل في مهنة التمثيل لكن صديقه هانز كريستيان أورستد جذبه إلى جامعة كوبنهاجن· لقد عاش خلال الفترة التي قذف فيها البريطانيون بمدافعهم الأسطول الدنمركي والعاصمة الدنمركية في سنة 1801، وأحس بتأثير الفيلسوف النرويجي هنريك ستيفنز Henrik Steffens، وأخيراً وصل إلى مكانته من الشهرة بإصداره مجموعة قصائد في سنة 1802 رسَّخت الاتجاه الرومانسي في الأدب الدنمركي·