وفي أثناء الحروب، بل وبإلهام منها في غالب الأحيان - قدم الدنمركيون إسهامات مهمة في العلوم والآداب والفنون· لقد اكتشف هانز كريستيان أورستد Christian Oersted (1777 - 1851) أن إبرة ممغنطة (على محور) ستعود عند الزوايا القائمة إلى الطرف الآخر حاملة تياراً كهربيا· ودخلت الكلمة (أورستد) إلى كل اللغات الأوروبية والأمريكية لتعني وحدة القوَّة في مجال مغناطيسي (وحدة شدّة المجال المغناطيسي) · لقد أسس أورستد علم الكهرباء المغناطيسية خلال ثلاثين عاماً من التجارب·
وكان نيكولاي جرندتفج Nikolai Grundtvig طوال عمره البالغ ثمانية وتسعين عاماً يبذل كل جهده ليكون لاهوتياً متحرراً وأسقفاً وفيلسوفاً ومؤرخاً ومربّيا مبدعا ورائداً في دراسة الحكايات الشعبية والتراثية من الآداب الأنجلوسكسونية وآداب اسكندينافيا، وألَّف بعض القصائد الملحمية والأغاني والترانيم الدينية التي مازالت محبوبة في اسكندينافيا·
وكان للدنمرك في هذا العصر المفعم بالأحداث مسرح ناشط، عملت كوميدياته على وخز مظاهر الادعاء على المستوى الاجتماعي، فسخر بيتر أندرياس هايبرج Heiberg (1758 - 1841) من التمييز الطبقي في مسرحيته ( عز وجلe Vonner og de Vanner) فكثر أعداؤه بسبب ذلك حتى إنه لجأ إلى باريس طلباً للأمان فعمل في وزارة الخارجية الفرنسية مع تاليران، وقد أنجب ابنا هو جوهان لودفيج هايبرج (1791 - 1860) الذي كان له شأن كبير في المسرح الدنمركي في الفترة التالية·
وظهر في الأدب الدنمركي شاعران على الأقل تخطت شهرتهما حدود الدنمرك واللغة الدنمركية، ولا شك أن جينز إيمانويل باجسن Jens Immanuel رضي الله عنهaggesen (1764 - 1826) كان ذا شخصية جذابة وأسلوب رشيق· ولقد افتتن دوق أوجستنبورج صلى الله عليه وسلمugustenburg بأشعاره الأولى، فدفع للشاعر الشاب تكاليف زيارته لألمانيا وسويسرا· وقابل جينز Jens كلاً من فيلاند، وشيلر، وهيردر وكلوبستوك، وأحس بتطلعات روسّو الرومانسية، وسعد بالثورة الفرنسية وابتهج لقيامها·