قصه الحضاره (صفحة 15939)

وفي سنة 1810 وكان قد بلغ الثامنة والخمسين بدأ ميلر كتابة تاريخ عام ( Vier und Zwanzig رضي الله عنهucher allgemeiner Geschichten) · وانجذب إلى ألمانيا بسبب قرائه فعمل في خدمة الناخب (الأمير) الكاثوليكي في مينز ( Mainz) وانتقل إلى العمل في خدمة المستشار الإمبراطوري في النمسا وانتهى به الأمر مديراً للتعليم في وستفاليا التي كان يحكمها وقتئذ جيروم بونابرت· وعندما مات كتبت مدام دي ستيل de Stael عنه: لا نستطيع أن ندرك كيف يمكن لرأس رجل واحد أن يحوي مثل هذا الكم الهائل من الحقائق والتواريخ dates·· إننا إذ نفتقده نبدو وكأننا افتقدنا أكثر من واحد·

ولا يليه في فن كتابة التاريخ سوى جان - تشارلز - ليونارد دي سيسموندي de Sismondi (1773 - 1842) الذي كان أحد مرافقي (وعشاق) المدام· ولد في جنيف وهرب إلى إنجلترا تخلصا من العنف الثوري ومنها إلى إيطاليا، ثم عاد إلى جنيف بعد استتباب الأمر فيها، وقابل جرمين Germaine في سنة 1803 وصحبها إلى إيطاليا وراح في وقت لاحق يتردد على صالونها بالقرب من كوبت Coppet· وفي هذه الأثناء راح يكتب بشكل مدهش ومتواصل وأسهمت مجلدات كتابه تاريخ الجمهوريات الإيطالية في العصور الوسطى Histoire des republiques italiennes au Moyen age (1809 - 1818) البالغة ستة عشر مجلدا في إلهام مانزوني Manzoni ومازيني Mazzini وكافور Cavour وغيرهم من زعماء توحيد إيطاليا· وظل طوال ثلاث وعشرين سنة (1821 - 1844) يعمل في تأليف كتابه ذي الواحد والثلاثين مجلدا (تاريخ الفرنسيين الذي ظل لفترة ينافس كتابات ميشيل Michelet فيما ناله من تقريظ·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015