وزار إنجلترا مرة أخرى في سنة 1818 وتأثر كثيراً بقوة اقتصادها حتى إنه كتب ونشر في سنة 1819 كتابا جديرا بالملاحظة ذا طابع تنبئي (مبادئ جديدة للاقتصادي السياسي Nouveaux Principes d'economie politique) · لقد ساق الأدلة على أن القضية الأساسية في الكساد الاقتصادي في إنجلترا كانت في فتور القوى الشرائية العامة مع زيادة الإنتاج زيادة سريعة نتيجة المخترعات (الحديثة)، ودلل على أن هذا الفتور في القوى الشرائية يرجع في الأساس إلى نقص الأجور، وقد تتكرر أزمات مشابهة بسبب قلة الاستهلاك طالما بقي النظام الاقتصادي دون تغيير·
وكانت اقتراحات سيسموندي راديكالية بشكل يثير المخاوف· فرفاهية السكان لابد أن تكون هي الهدف الرئيسي للحكومة· ولابد من إلغاء القوانين المناهضة لاتحادات العمال· ولابد من تأمين العمال ضد البطالة، وحمايتهم من الاستغلال· ولا يجب التضحية بمصالح الأمة أو الإنسان لصالح الجشع··· إذ يجب حماية الأثرياء من جشعهم ورغم هذه الماركسية التي سبقت الماركسية، فقد رفض سيسموندي الاشتراكية (التي كانت تسمي وقتئذ بالشيوعية) لأنها قد تضع السلطة السياسية الهيمنة الاقتصادية في منال الأيدي نفسها، وقد تضحي بالحرية الفردية لصالح هيمنة الدولة فيصبح سلطانها مطلقا·
كان من الممكن أن ترحب السويد بالثورة الفرنسية على الأقل في مراحلها الأولى، لأنه خلال حركة التنوير السويدية في القرن الثامن عشر كان الفكر السويدي منسجماً مع الفكر الفرنسي، وكان الملك السويدي نفسه - جوستافوس الثالث Gustavus ( حكم من 1771 إلى 1792) أحد أبناء التنوير الفرنسي وكان معجبا بفولتير· لكن الملك جوستافوس لم يكن يحترم الديمقراطية وإنما كان يرى في الملكية القوية الطريق الوحيد لحكم قوي تقبض على زمامه أرستقراطية ملاك الأراضي الحريصة حرصا شديدا على امتيازاتها التقليدية·