قصه الحضاره (صفحة 15934)

وفسر اليساريون الهيجليون تعريف هيجل لله God والعقل Reason على اعتبار أنه يعني بهما أن الطبيعة والإنسان والتاريخ خاضعة لقوانين مجردة غير قابلة للتغيير· واقتبس فويرباخ Feuerbach من أقوال هيجل ما فسره بأن الإنسان لا يعرف عن الله، إلا بقدر ما يعرف الله عن نفسه من خلال الإنسان وعلى هذا فإن عقل الكون لا يكون واعياً إلا في الإنسان، فالإنسان وحده هو القادر على التفكير في قوانين الكون· وكارل ماركس الذي عرف هيجل في الأساس من خلال كتاباته، حوّل الحركة الدياليكتيكية للمقولات الهيجلية إلى تفسير اقتصادي للتاريخ جعل فيه صراع الطبقات (النص حرب الطبقات) محل الأبطال، باعتبار هذا الصراع هو أداة التقدم الرئيسية· وأصبحت الاشتراكية هي الجمعية Synthesis الماركسية للرأسمالية وتناقضاتها الداخلية·

وتضاءلت شهرة هيجل لفترة حين اجتاحت آلام شوبنهاور التهكمية المسرح الفلسفي· وتاه فلاسفة التاريخ مع تقدم الدراسات التاريخية· وبدت الهيجلية تموت في ألمانيا لكنها بُعثت من جديد في بريطانيا العظمى مع جون John وإدوارد كيرد صلى الله عليه وسلمdward Caird وت· هـ· جرين T. H. Green وج· م· إ· مكتجارت J. M. صلى الله عليه وسلم. McTaggart وبيرنارد بوسانكت رضي الله عنهernard رضي الله عنهosanquet· وعندما ماتت (الهيجلية) في إنجلترا بُعثت من جديد في الولايات المتحدة· وربما ساعدت عبادة هيجل للدولة (أي توقيره الشديد لها) على تمهيد الطريق لبسمارك رضي الله عنهismarck وهتلر Hitler · وفي هذه الأثناء وجد كل من سورن كيركجارد Soren Kierkegaard وكارل جاسبرز Jaspers ومارتن هايدجر Heidegger وجان - بول سارتر في أفكار هيجل ملاحظات وإشارات حاسمة عن التنافس البشرى في عالم بعيد عن التوجيه الإلهي، فأصبح هيجل أباً روحياً للوجودية·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015