قصه الحضاره (صفحة 15901)

وفي يوليو 1799 انتقل فيشته وزوجته إلى برلين حيث تلقاه بحرارة فريدريش فون شليجل، وشلايرماخر Schleiermacher وآخرون من جماعة الرومانسيين الذين أحسوا المذاق الرومانسي في خيال فيشته وقوة الأنا البطولية heroic صلى الله عليه وسلمgo-ism في فلسفته· وكي يوفر فيشته أجرة الإقامة في منزل مستقل قبل رغم معارضة زوجته دعوة شليجل Schlegel العيش معه ومع برندل مندلسون فايت رضي الله عنهrendel Mendelssohn Veit· لقد كان الفيلسوف المرح (فيشته) يحب العيش مع الناس واقترح أن يكثر من عدد المجموعة· لقد كتب يقول لو نجحت خطتي فإن آل شليجل وآل شيلنج Schelling ونحن سنكون أسرة واحدة كبيرة لنقطن في بيت أوسع وليكون عندنا طباخ واحد لكن الخطة لم توضع موضع التنفيذ لأن كارولين فون شليجل لم تنسجم مع برندل· إن الفردية هي الحية التي تتربص بفردوس العيش المشترك·

وعلى أية حال فقد ظل فيشته حتى النهاية وفيه مسحة اشتراكية، فقد نشر في سنة 1800 مقالاً بعنوان (دولة التجارة المقفلة) ذكر فيه أن التجارة الخارجية وتداول النقد يمكنان الأمم الأغنى من استنزاف للأمم الأفقر، وعلى هذا فلابد أن تسيطر الحكومة على التجارة الخارجية كلها وأن تمتلك كل سبيكة صالحة للتداول· فالدولة إن تسلحت بهذه السلطة أمكنها أن تضمن لكل فرد أجراً يكفي معيشته ونصيبا مساويا في دخل البلاد، وفي مقابل هذا حق على كل فرد أن يسلم بحق الدولة في تحديد الأسعار وحقها في تحديد مكان عمله وطبيعته·

ومن الغريب أن يتزامن مع دعوته هذه إصداره لمبحث ديني هو (مهمة الإنسان، 1800) الذي يصف فيه الله باعتباره نظاما أخلاقيا للكون، ويلجأ إليه (إلى الله بهذا المعنى) بنشوة وحب وتعبد:

عقيدتنا··· عقيدتنا في الواجب هي - فحسب - إيماننا به (بالله in Him) وبحكمته His reason وبحقيقته His truth··· فالإرادة الأبدية الخالدة هي خالقة الكون على نحو أكيد·· ونحن أيضا خالدون لأنه (الله He) هو الخالد·

الإرادة السامية الحية معروفة بغير اسم، لا يحيط بها فكر·· إن الأطفال يعرفونها كأفضل ما يكون وتعرفها النفوس البسيطة المؤمنة···

طور بواسطة نورين ميديا © 2015