قصه الحضاره (صفحة 15902)

إنني أخفي وجهي أمامك Thee ( يا ألله) وأضع يدي على فمي (لا أجرؤ على الكلام) ·· كيف أنت Thou وكيف تنظر لوجودي·· لا أستطيع أن أعرف أبدا··

أنت يا ألله ( Thou) علمتني واجبي ومهمتي في عالم الموجودات العاقلة· كيف لا أعرف وكيف لا أحتاج للمعرفة··· في ظل علاقاتك هذه بي·· أأستطيع الاطمئنان إلى نعمتك أو بتعبير آخر أأستطيع أن أرتاح في ظل نعمتك المريحة·؟

يظهر أن فيشته - وقد أصبح معتمداً في تدبير أمور معيشته على محاضراته العامة التي ينشرها بعد ذلك - راح يتجه أكثر فأكثر نحو الإيمان المسيحي، والوطنية الألمانية· وفي سنة 1805 دعي ليشغل منصب أستاذ الفلسفة في جامعة إرلانجن صلى الله عليه وسلمrlangen فحقق لنفسه فيها شهرة جديدة عندما اضطر بعد دخول جيوش نابليون ألمانيا (1806) إلى البحث عن منصب أكثر أمناً، فعبر إلى شرق بروسيا وراح يدرس لفترة في كونيجسبرج Konigsberg وأدى اقتراب جيوش نابليون بعد ذلك بفترة وجيزة من فريلاند Frieland إلى انتقاله هذه المرة إلى كوبنهاجن· وفي أغسطس سنة 1807 عاد إلى برلين مرة أخرى بعد أن تعب من العيش بلا وطن، وهناك ترك الفلسفة جانبا، وأعطى كل جهده لاستعادة كرامة شعب ممزق طعن في كبريائه·

1/ 3 - الوطني

راح فيشته كل يوم أحد من 13 ديسمبر 1807 إلى 20 مارس 1808 يلقي في مدرج مسرح أكاديمية برلين سلسلة محاضرات تم نشرها بعد ذلك بعنوان خطابات إلى الأمة الألمانية Reden an die deutsche Nation· لقد كانت دعوة عاطفية مفعمة حماسا لشعبه كي يستعيد احترامه لذاته وشجاعته وأن يتخذ الإجراءات للخروج من العزلة التي فرضها عليهم وهم حاملو السيوف من الطبقة العسكرية البروسية، والخروج من اتفاقية سلام تلسيت Tilsit غير الإنسانية، والخروج من التمزق وتقطيع أوصال البلاد (المملكة البروسية) الذي فرضه الكورسيكي Corsican ( نابليون) المنتصر·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015