وفي سبتمبر سنة 1791 زار نابليون مرة أخرى بلده الأصلي [كورسيكا] وابتهج بقرار الجمعية التأسيسية الفرنسية بجعل كورسيكا دائرة (محافظة) تابعة لفرنسا، وحدث شعبها عن مزايا المواطنة الفرنسية كلها· لقد سحب رغبته في الانتقام من الأمة التي جعلته فرنسيا رغم أنفه ذلك أنه شعر أن الثورة كانت تخلق وطنا فرنسيا جديدا ألمعيا، وفي حوار متخيل بعنوان ( Le Souper de رضي الله عنهeaucaire) نشره على نفقته الخاصة في خريف سنة 1793 دافع عن الثورة باعتبارها: "نضالاً حتى الموت بين الوطنيين والحكام المستبدين في أوربا" ·
وحث المعارضين كلهم لينضموا للنضال من أجل حقوق الإنسان وعلى أية حال فقد شعر بطله القديم باولي أن انضمام كورسيكا للأمة الفرنسية لن يكون مقبولا منه إلا إذا خولته الثورة سيادة كاملة على الجزيرة، وتقديم دعم مالي له وإلا تم طرد القوات الفرنسية من كورسيكا وكان من رأي نابليون أن هذا اقتراح متطرف واختلف مع مثله الأعلى السابق (باولي Paoli) وعارض طلباته في انتخابات المجلس البلدي في أجاكسيو صلى الله عليه وسلمjaccio في أول ابريل سنة 1792، وفاز باولي وعاد نابليون إلى فرنسا·
وشاهد في باريس في 20 يونيو اجتياح الجماهير لقصر التوليري Tuileries وعجب لأن الملك لم يفرق هؤلاء "الوحوش cannibals" بوابل من طلقات حرسه السويسري· وفي 10 أغسطس رأى العوام (السانس كولوت sansculottes) والاتحاديين يسوقون الأسرة الملكية من القصر، فوصف المتجمهرين بأنهم: "حثالة"·· إنهم لا ينتمون للطبقة العاملة أبدا"· واستمر في دعم الثورة مع اتخاذه الحذر والاحتياط بشكل متزايد، وأصبح الآن ضابطا في جيشها· وفي ديسمبر سنة 1793 كما ذكرنا في مناسبة سابقة وجد نفسه في عملية الاستيلاء على طولون ونتيجة التوصيات التي أرسلت إلى روبيسبير بشأنه تم تعيينه عميدا (بريجاديير جنرال brigadier general) وهو في الرابعة والعشرين من عمره·