قصه الحضاره (صفحة 14842)

وفي هذا المجال تفوق نابليون على كل طلبة فصله، كما أنه كان يستسيغ الجغرافيا فهذه الأراضي المختلفة لا بد من دراستها، ودراسة الشعوب التي تعيش عليها، وفي الأرض الطعام وهو لازم للأحلام وكان التاريخ فيما يرى (وهو كذلك رأي كارليل Carlyle) هو عبادة الأبطال خاصة الذين يقودون الأمم ويشكلون الإمبراطوريات وأحب بلوتارخ Plutarch حتى أكثر من حبه لإقليدس صلى الله عليه وسلمuclid · لقد تنفس التعاطف مع هؤلاء الوطنيين القدماء وشرب من دم هذه المعارك التاريخية، فقد قال له باولي ذات يوم: "ليس من شيء جديد فيك فأنت تنتمي إلى بلوتارخ تماما" · ولا بد أنه كان يفهم هاين Heine الذي قال إنه عندما قرأ بلوتارخ تطلع إلى ركوب حصان والانطلاق لفتح باريس· وقد حقق نابليون هذا الهدف من خلال غزوه لإيطاليا ومصر، لكن نقطة قوته (مجال تميزه) كانت تبدو واضحة في هجماته الجانبية (هجماته على جناحي الجيش المعادي) ·

وبعد أن قضى خمس سنوات في برين وقد أصبحت سنه الآن خمس عشرة سنة، أصبح من بين الطلبة الذين تم اختيارهم من اثنتي عشرة مدرسة عسكرية في فرنسا ليحضروا برامج دراسية متقدمة في مدرسة باريس العسكرية (إيكول ميليتير صلى الله عليه وسلمcole Militaire) · وفي أكتوبر سنة 1785 تم تعيينه قائم مقاماً ثانياً (ليفيتنانت ثانى Second Lieutenant) للمدفعية في فوج لافير La Fere Regiment المتمركز في فالنس Valence على الرون Rhone · وكان إجمالي راتبه هناك 1,120 جنيه في السنة ·

ومن هذا المبلغ كان فيما يظهر يرسل جانبا لمساعدة أمه في تربية أخيه الأصغر، ولأن أباه قد مات في فبراير ولم يكن جوزيف (الابن الأكبر) يملك بعد موارد للمعيشة فقد أصبح نابليون هو رأس الأسرة الفعال· وفي أثناء إجازاته كان يقوم بعدة زيارات إلى كورسيكا وحيدا حتى يشم ترابها "·· حبا في جروفها وجبالها العاليات ووديانها العميقة" وذلك على حد تعبيره·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015