وفي سنة 1779 حصل كارلو (والد نابليون) من الحكومة الفرنسية على امتياز إرسال ابنه نابليون إلى الأكاديمية (المدرسة) العسكرية في برين رضي الله عنهrienne التي تبعد نحو تسعين ميلا جنوب شرق باريس· وكان هذا حدثا أساسيا في حياة الفتى، لأنه ربط مصيره بالمجال العسكري، كما جعله حتى نهاية حياته تقريبا يفكر في الحياة والقضاء والقدر بمفاهيم الحرب ومصطلحاتها· لقد أصبحت برين بالنسبة لابن العاشرة محنة أثرت في تكوينه فقد ابتعد عن داره بعيدا وعاش في بيئة غريبة وصارمة· ولم يستطع الطلبة الآخرون أن يغفروا له كبرياءه وحدة مزاجه اللذين يبدوان غير متجانسين مع نبالته nobility الغامضة (غير الواضحة بالنسبة لهم) · وقد عبر نابليون عن ذلك قائلا: "لقد عانيت كثيرا جدا من سخرية زملاء الدراسة الذين كانوا يعتبرونني غريبا"·
وانسحب الفتى الذي لم يأتلف مع أقرانه وتقوقع على نفسه واستغرق في الدراسة والكتب والأحلام· وكان ميله للعزلة عميقا، فقد كان قليل الكلام لا يثق في أحد وجعل نفسه بعيدا عن عالم بدا قد صمم لتعذيبه· ومع هذا فقد كان هناك استثناء واحد ذلك أنه صادق لويس أنطوان فيفيليت دى بورين Louis-صلى الله عليه وسلمntoine Fauvelet de رضي الله عنهourrienne الذي ولد أيضا في سنة 1769 وقد تحمس كل منهما للآخر ودافع عنه، وحارب كل منهما الآخر وبعد انفصال طال بينهما أصبح سكرتيرا له في 1797 وظل قريبا منه حتى سنة 1805·
ومكنت العزلة هذا الشاب الكورسيكي Corsican من التفوق في دراسته التي أشبعت عطشه للسمو والتفوق· لقد نفر من دراسة اللاتينية ومن كل الدراسات الميتة فلم يكن ثمة فائدة له من دراسة فضائل فرجيل Virgilian graces ومحكماته الصامتة· وتلقى دراسات قليلة في الأدب أو الفن لأن المعلمين (في هذه المدرسة الحربية) غير ملمين كثيرا بهذه الأمور· لكنه كان شغوفا منذ البداية بالرياضيات ففيها وجد ما يصبو إليه من دقة ووضوح بعيدا عن الأحكام المسبقة والجدال بالإضافة إلى ضرورتها الدائمة لمهندس عسكري·