قصه الحضاره (صفحة 14826)

وبينما كان خطابه في الطريق إليها عاد لينهمك في طرد النمساويين من إيطاليا· وفي 20 مايو كان مرة أخرى مع جنوده ولأنه كان يعلم أنهم سيواجهون بعد فترة وجيزة كثيرا من المصاعب وقوات العدو، فقد خاطبهم في بلاغ آخر من بلاغاته البليغة:

أيها الجنود

لقد اندفعتم كالسيل من جبال أبينين صلى الله عليه وسلمpennines وهزمتم كل قوة اعترضت مسيرتكم وشتتم شملها ··· فبو Po وتيسينو Ticino وأدا صلى الله عليه وسلمdda لا يمكنها أن توقف تقدمكم ·· نعم، أيها الجنود، لقد قمتم بالكثير لكن أحقا ما عاد مطلوبا منكم شيئا آخر؟ لا! إنني أراكم بالفعل وقد طرتم لتقبضوا على أسلحتكم ··· فأنتم لا تحبون الاستجابة الكسلي·· فكل يوم يمر دون أن تحققوا أمراً جليلا، إنما هو يوم ضائع لا يحسب من أعماركم·· وهو ضائع أيضا لأنكم لم تحققوا فيه سعادتكم · دعونا نتحرك بسرعة، فما زال أمامنا مسيرة شاقة، ومازال أمامنا عدو يتحتم علينا الانتصار عليه، ولا زالت أمامنا أكاليل الغار نحوزها، ومن الخطأ أن تحركنا روح الانتقام··· لا تفزعوا الشعوب التي نمر بها، فنحن أصدقاء للشعوب كلها··· ستحوزون العظمة الخالدة لتغييركم وجه الحياة في أجمل بقاع أوربا ·· فالأمة الفرنسية الحرة ··· ستقدم لأوربا سلاما مجيدا ··· عندها ستعودون إلى بيوتكم ومواطنيكم الذين سيميزونكم عن سواكم ··· سيقول قائلهم عن الواحد منكم " إنه كان مع الجيش الفرنسي المقاتل في إيطاليا " ·

وفي 27 مايو واصلت القوات الفرنسية تقدمها في لومبارديا واحتل نابليون بريسكيا رضي الله عنهrescia - متجاهلاً أنها تابعة للبندقية - وجعلها المركز الأول للمعركة القادمة، وعندما أرسلت البندقية مبعوثيها إليه للاحتجاج، تظاهر بالغضب وأثار الرعب فيهم بقوله لهم إن البندقية - بالفعل - تسمح للقوات النمساوية باستخدام طرقها ومدنها، فاعتذر البنادقة له ووافقوا على أن يكون له الحق نفسه في استخدام أراضي البندقية ·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015