قصه الحضاره (صفحة 14827)

وأدى جد القوات الفرنسية في المسير إلى وصولها إلى بيشيرا Peschiera، فهربت الحامية النمساوية التي تركها النمساويون فيها، وتملك نابليون الحصن الاستراتيجي ودعمه ليحمي طرق مواصلاته، واندفع إلى مانتوا Mantua حيث كانت بقايا جيوش بوليو الثلاثة قد اتخذت لنفسها مواقع دفاعية حصينة· وترك نابليون جزءاً من قواته لمحاصرة الحصن، وأرسل جزءاً آخر إلى الجنوب لطرد البريطانيين من ليجهورن Leghorn، وتم ذلك فعلا، وسرعان ما قامت ثورة شعبية أرغمتهم على مغادرة كورسيكا· ووجد مورا أن طرد المبعوث (السفير) النمساوي من جنوا مسألة بسيطة، وعمل على ضم هذا الجزء النَّاتئ في البحر المتوسط في الجمهورية الليجورية Republic of Liguria تحت الحكم الفرنسي· ولا تكاد تكون إيطاليا قد شهدت مثل هذه التغييرات في القوى في فترة قصيرة كما شهدتها في هذه الفترة·

وعاد نابليون إلى ميلان وانتظر جوزيفين التي وصلت في 13 يوليو، فعانق القائد المنتصر (نابليون) هازمه (جوزيفين) · وفي اليوم التالي حيتها المدينة بإقامة عروض خاصة في لاسكالا La Scala أعقبها حفل راقص قدم لها فيه الشخصيات المحلية البارزة كلهم - وبعد ثلاثة أيام من النشوة كان على الجنرال (نابليون) أن يعود إلى جنوده في مارميلورو Marmiloro، ومن هناك بثها أنشودة حب وإعجاب وفتنة لا تصدر إلا عن شاب:

"منذ فارقتك وأنا حزين الفؤاد· عندما أكون معك لا أستطيع ادخار شيء من السعادة··· فمفاتن جوزيفينتي (حبيبتي جوزيفين) التي لا مثيل لها تشعل النار التي تحرق قلبي باستمرار وتلهب مشاعري· وعندما أتخلص من مشاغلي ومسئولياتي، وأكون حرا في قضاء وقتي كله معك، فلن أفعل شيئا سوى أن أحبك·

منذ أيام قليلة مضت ظننت أنني أحبك، لكن الآن وقد رأيتك مرة ثانية فإنني أحبك أكثر من ذي قبل آلاف المرات····

آه! إنني أتوسل إليك، دعيني أرى أن فيك عيوبا· كوني أقل جمالا، أقل لطفا، أقل رقة، أقل طراوة· وفوق كل هذا لا تكوني غيوراً· لا تبكِي، فدموعك تفقدني عقلي، تجعل دمائي تغلي ·· تعالي بسرعة إليّ، على الأقل لنستطيع القول قبل الممات: لقد قضينا ساعات كثيرة طيبة معاً···"·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015